الأخبار

ما هو استوديو الشركات الناشئة “Startup Studio”؟

شاركنا عبد الرحمن باجابر مشكوراً في المقال عن مفهوم Startup Studio وهو مفهوم بدأ بالانتشار مؤخراً.
عبد الرحمن باجابر، ماجستير الأمن السيبراني من جامعة جورج ميسون الأمريكية، شريك في شركه ترستد بارتنر وعضو مجلس إدارة ورائد أعمال في عدة شركات في مجال الأمن السيبراني، مؤسس استديو CyberME.

على الرغم من تأكيد خبراء الاقتصاد العالمي أن الشركات المتوسطة والصغيرة هي عمود الاقتصاد للدول، إلا أن العديد من الإحصائيات تشير إلى أننا متأخرين جداً في هذا المجال!

تشير الإحصائيات عالمياً إلى أن من بين جميع الشركات الناشئة التي تبدأ رحلة طموحة لتغيير العالم، لا يتمكن سوى 1% فقط منهم من جمع تمويل أولي “Series A”. ومن هذا الواحد في المائة، فقط حوالي 10 ٪ من هذه الشركات تنجح في تحقيق عوائد للمستثمرين.

إذا نظرنا إلى معدلات نجاح المستثمرين في الشركات الناشئة فالصورة أيضاً ليست مشرقة. إذا استبعدنا أكبر 10 صناديق استثمار رأسمالية ناجحة، فإن أكثر من 90٪ من صناديق الاستثمار الرأسمالي المتبقية تفشل في تحقيق عائدات للمشروع.

من ناحية أخرى، تمثل مصاريف التأسيس وتأمين التمويل الكافي نقاط ألم رئيسية لكل رواد الأعمال في المنطقة.

إذا كانت فقط 1% من الشركات الناشئة و 10% من تمويلات صناديق الإستثمار “VCs” تعتبر ناجحة، فاستوديوهات الشركات الناشئة أو استوديوهات الأعمال (Startup Studio or Venture Studio) هي نموذج أعمال جديد نشأ نتيجة المشكلة السابقة التي ذكرناها وهي الحاجة إلى طرق جديدة وفعالة لبدء وتشغيل الشركات؛ مع تقليل تكلفة ومخاطر بناء الشركات الناشئة وزيادة معدلات النجاح عن السابق.

ما هو استوديو الشركات الناشئة “Startup Studio”؟

استوديو الشركات الناشئة أو كما يطلق عليها “Startup Studio, Venture Studio, Startup Factory, or Startup Foundry”  هو كيان يهدف إلى بناء الشركات بشكل مستمر ومتكرر. تعتمد استوديوهات الشركات الناشئة على مبدأ مشاركة جميع موارد الاستوديو مثل المعرفة التسويقية والبرمجية والتكنولوجيا والتمويل والمواهب البشرية وغيرها، في تنفيذ وتشغيل الشركات الناشئة التي يضمها استوديو الأعمال. وبفضل هذه البنية التحتية والموارد المتاحة في استوديوهات الأعمال فإنها تزيد فرص نجاح الشركات الناشئة وتحسن عملية إطلاقها ونموها.

تسعى استوديوهات الشركات الناشئة إلى إيجاد رواد أعمال متميزين ومتوائمين مع فكرة الشركة الناشئة للمساهمة في إدارتها، وبمجرد أن تجتمع المواهب التنفيذية وفرق العمل المتمكنة حول هذه الأفكار، يصبح بمقدور رواد الأعمال التحقق من صحة الفكرة ووضع الحلول والتوسع سريعا لإنجاحها.

بناءًا على ذلك، يتعامل استوديو الأعمال مع أصوله وموارده بكل أنواعها كمنصة لتوليد أفكار شركات ناشئة والتحقق من أنها متوائمة مع احتياجات السوق، ثم بناءها واختيار من يتولى قيادتها مع فريق العمل المناسب ثم إطلاقها في السوق مع استمرار المتابعة والتطوير من خلال الفريق المكلف.

من المرجح أن عام 1996 كان نقطة انطلاق استوديوهات الشركات الناشئة عن طريق “IdeaLab” والتي تخصصت في التجارة الإلكترونية في مراحلها الأولية وكانت قادرة على جمع تمويل كبير وتحقيق مكاسب قبل “فقاعة الإنترنت” وبعدها.

الموجة الثانية من استوديوهات الأعمال تضمنت شركات مثل “Rocket Internet” و”Betaworks”. ركزت “Betaworks” على الأفكار التي تربط الإنترنت بالميديا وقدمت للسوق شركات مثل “bitly”، “Giphy”، “Tumbler” والعديد من الشركات الناشئة الناجحة.

وخلال الخمس سنوات الأخيرة فقط زادت أعداد الاستوديوهات من 80 ستوديو إلى أكثر من 200 عالمياً.

ما هو الفرق بين استوديو الشركات الناشئة وحاضنات ومسرعات الأعمال؟

تقوم حاضنات ومسرعات الأعمال بتشجيع العديد من الشركات الناشئة على التقدم والالتحاق بها. بعد ذلك وبناءً على معايير مختلفة يتم تحديد المقبولين، وبمجرد القبول، تبدأ حاضنات ومسرعات الأعمال بإقامة مجموعة من البرامج التنافسية بهدف تقديم هذه الشركات الناشئة إلى مصادر التمويل المحتملة مثل المستثمرين الملائكيين “Angel Investors” و شركات رأس المال الجريء”Venture Capital”. أيضًا تقدم معظم حاضنات ومسرعات الأعمال عدداً من البرامج التي تساعد الشركات الناشئة على تحديد السوق المحتمل والعملاء المحتملين وأول منتج يمكن الوصول إليه بأقل تكلفة ممكنة “MVP”.

ما يجب أن ندركه هنا هو أن حاضنات ومسرعات الأعمال لا تستثمر أموالها الخاصة في الشركات الناشئة، كما أن فترة مشاركة حاضنة أو مسرعة الأعمال مع الشركة الناشئة تظل محدودة المدة. عادةً ما تنضم الشركات الناشئة، عند القبول، إلى مجموعة من الشركات الناشئة المماثلة وتتحرك عبر برنامج إرشادي وتدريبي. بمجرد اكتمال هذه الدورة ، يتم اختيار مجموعة جديدة وتتكرر نفس العملية.

أما استوديوهات الشركات الناشئة فهي تعمل بطريقة مختلفة. في كثير من الأحيان لا تفتح الاستديوهات باب التقديم للشركات الناشئة ولكن تقوم بتوليد ودراسة الأفكار داخلياً بالإضافة لتعيين فرق داخلية للتطوير والتشغيل، وبعض استوديوهات الأعمال تقوم بجذب الشركات الناشئة في مرحلة مبكرة جداً وتساعدها على النمو من خلال توفير التمويل والخبرات والموارد اللازمة عن طريق فريق متخصص.

لذلك، فإن الهدف الرئيسي للاستوديو هو بناء الشركة الناشئة من الألف إلى الياء، بما ينطوي عليه ذلك من وقت ومجهود وموارد للعمل من الناحية التشغيلية من أجل التوسع والنمو وضمان تحقيق النجاح.

فبينما تركز برامج حاضنات ومسرعات الأعمال علىى تقديم المشورة وبعض الإرشادات التشغيلية للشركات الناشئة التي يختارونها ، إلا أنها في النهاية توفر رأس المال البشري للتوجيه والتدريب والارشاد. على الجانب الآخر، توفر استوديوهات الأعمال مستوى أكثر كثافة من الموارد البشرية والملكية الفكرية والتمويل، بالإضافة إلى تكريس فريق لتطوير الشركة الناشئة وضخ الاستثمارات في وقت مبكر سواء كان الاستثمار ماليا او عمليا.

داخلياً، ينصب التركيز الأساسي للاستديوهات على التطوير السريع والنماذج الأولية للمنتجات الجديدة. وتعمل استديوهات الاعمال على العديد من الشركات الناشئة والمشاريع في وقت واحد بدلاً من بناء مشروع واحد فقط في نفس المدة. يساهم هذا المفهوم في توزيع التكلفة والمخاطر على عدة شركات ناشئة بدلا من المخاطرة الكاملة في شركة واحدة فقط. تمتلك استوديوهات الأعمال أصول وموارد بشرية وتقنية ومالية وكذلك تكنولوجيا تمكنها من بناء العديد من المشاريع سنوياً، والأهم هو الاستفادة من الخبرات والتجارب والأخطاء السابقة بحيث يمكن تلافيها في مشروعات أخرى ما يساعد هذه الاستوديوهات على إعادة استخدام كل الموارد السابقة في تنفيذ عدد كبير من الشركات الناشئة في آن واحد وبمجهود وتكاليف وتحديات أقل.

CyberME Studio

بالإضافة للسياق العالمي السابق، تأتي المملكة العربية السعودية كوجهة واعدة لريادة الأعمال في المنطقة حيث تتزايد الفرص المتاحة لأصحاب المشاريع في المملكة. تهدف رؤية السعودية إلى تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط من خلال “رؤية 2030”.

أما على صعيد التحديات فتتمثل العوائق الرئيسية أمام رواد الأعمال في: اللوائح والبيروقراطية، الوصول إلى التمويل، والاستحواذ على المواهب.

وفي خضم هذه التحديات والرؤية الطموحة، تتعرض المملكة لمحاولات كثيرة لعرقلة طموح هذا الرؤية. أحد أهم هذه المحاولات هو زعزعة الأمن السيبراني، كما ذكر ذلك سمو ولي العهد أثناء انعقاد قمة العشرين في اليابان في العام المنصرم. عالمياً، يؤكد هذا التوجه كذلك مجلس الأمن، منتدى الاقتصاد العالمي، صندوق النقد الدولي، والكثير من المؤسسات العالمية التي أصدرت تقاريرها ودراساتها السنوية والتي تؤكد أن الامن السيبراني يعدّ أحد أهم المخاطر العالمية السياسية والاقتصادية والعسكرية على حد سواء.

محلياً، تتوفر الكثير من المنتجات السيبرانية الدفاعية من مختلف الصناعات والدول. يقدّر حجم السوق العالمي بمايتجاوز 220 مليار دولار خلال الخمس سنوات القادمة. محليا، يقدّر حجم السوق المحلي للأمن السيبراني بأكثر من 1.5 مليار ريال خلال عام 2020 فقط. ماينقص هذه القائمة من المصنّعين هي المملكة العربية السعودية. بحسب استطلاعنا للرأي، لاتوجد شركة متكاملة سعودية تقدم منتجا تقنيا ينافس المنتجات العالمية في الامن السيبراني. يعود هذا لعدة عوامل أهمها عدم توافر مراكز الابحاث والتطوير في المجال، ونقص الخبرة المحلية في بناء المنتجات السيبرانية مما يجعل بناء مثل هذه المنتجات تحدي حقيقي يواجه رواد الاعمال. ولهذا؛ جاء دورنا لتقديم أول استوديو أعمال في المملكة ليتخصص في انشاء شركات قائمة على بناء المنتجات التقنية للأعمال (enterprise products) في مجال الأمن السيبراني.

استوديو أعمال “CyberME” يهدف إلى أن يكون المنصة السعودية الأساسية لإنشاء منتجات تقنية مبتكرة وتجهيز رواد الأعمال لقيادة مشاريعهم الخاصة في بيئة داعمة عن طريق إنشاء شركات سيبرانية سعودية مستدامة وموثوق بها لخدمة المنطقة وحل مشكلة ندرة الشركات السيبرانية التقنية المحلية والمواهب. سيمكّن نجاح الاستوديو المملكة من الحصول على مكانة متقدمة في ابتكار حلول تقنية سيبرانية مبتكرة وأن تصبح رائدة في المنطقة في هذا القطاع.

من خلال الخبرة المتراكمة لعقود من الزمن في المجال، نحن هنا من أجل رواد الأعمال والمستثمرين; فنحن نطمح لتمكين رواد الأعمال الطموحين والشركات الناشئة الواعدة، من خلال تزويدهم بالموارد البشرية والمالية، مما يعطي الفرصة لرواد الأعمال للتركيز فقط على إطلاق إمكاناتهم الحقيقية وإنشاء شركات ناجحة. أيضا نجاح استوديو أعمال “CyberME” سيمكننا من فتح فرص للمستثمرين الشغوفين بالإستثمار في شركات أمن سيبراني ناجحة لديها إمكانات قوية حتى تصبح لاعبًا عالميًا هاما.

يسير استوديو أعمال “CyberME” على خطى استوديوهات الشركات الناشئة العالمية من حيث إنشاء الشركات الريادية بشكل متكامل عن طريق الخدمات التالية:

  • تطوير المنتجات “Product Development” عن طريق فريق متخصص من مطوري الأمن السيبراني ذوي الخبرة
  • توافق المنتجات مع السوق “Product-Market Aligning” بوضع  استراتيجيات ونماذج عمل لكل فكرة مع تدعيم رواد الأعمال بالأدوات اللازمة من شبكة شركائنا وفرقنا الداخلية
  • مشاركة الخدمات مثل خدمات التوظيف و الخدمات المالية والقانونية والمحاسبية
  • خدمات التسويق بما تشتمله من اطلاق العلامة التجارية واستراتيجيات التسويق والوسائط الرقمية
  • خدمات الاستثمار سواء من داخل صندوق استثمارات استوديو أعمال “CyberME” أو من خلال شبكات المستثمرين النشطة من شركائنا
  • ربط رواد الأعمال بخبراء صناعة الأمن السيبراني المحليين والعالميين
  • تزويد رواد الأعمال بأفضل الممارسات العملية لإنشاء شركات ناشئة مثل تحديد الأولويات والهيكليات والحوكمة والتشغيل الفعال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى