تُمثل الشركات الناشئة فرصة استثمارية واعدة للمستثمرين الطامحين لتحقيق عوائد مجزية، غير أن هذا المسار محفوف بالمخاطر ويتطلب دراسة متأنية قبل اتخاذ أي قرار.
وسواء كنت مستثمرًا ملائكيًا، أو مستثمر جريء، أو مستثمرًا عبر منصات التمويل الجماعي، فإن طرح الأسئلة الصحيحة يُعد أمرًا حيويًا لضمان اتخاذ قرار استثماري سليم.
نستعرض هنا أبرز 5 أسئلة يجب على المستثمرين طرحها قبل ضخ أموالهم في أي شركة ناشئة، وذلك لتجنب المخاطر المحتملة وتعظيم فرص النجاح.
ما درجة مشاركتك في الإدارة؟
يختلف مستوى المشاركة في إدارة الشركة الناشئة وفقًا لنوع الاستثمار، فالمستثمر عبر شركات رأس المال الجريء يكون تفاعله محدودًا مع الفريق الإداري. أما المستثمر الملائكي، فيحصل على حصة في الملكية تتيح له المشاركة في صنع القرار جنبًا إلى جنب مع إدارة الشركة.
وفي المقابل، يحصل المستثمر عبر منصات التمويل الجماعي على حصة في الملكية، إلا أن نطاق تحكمه يكون أقل من المستثمر الملائكي. لذا من الضروري تحديد مستوى المشاركة المطلوب قبل ضخ الأموال.
ما الإطار الزمني للاستثمار؟
رغم أن قصص النجاح السريع تخطف الأضواء، إلا أن مئات الشركات الناشئة تستغرق سنوات طويلة قبل تحقيق الأرباح. ويُعد التعرّف على المدى الزمني المتوقع لتحقيق العوائد أمرًا ضروريًا لمطابقته مع توقعات المستثمر.
ويمكن تقييم الإطار الزمني من خلال دراسة “معدل الحرق المالي” للشركة، وهو المبلغ الذي تنفقه شهريًا. فإذا كانت الشركة في مراحلها الأولى ومعدل الإنفاق مرتفعًا بشكل استثنائي، فقد يكون ذلك مؤشرًا على طول فترة انتظار المستثمرين للحصول على عوائدهم.
ما العائد المتوقع على الاستثمار؟
يتطلع المستثمرون الملائكيين عادةً إلى تحقيق عائد سنوي يتراوح بين 20% و40%. أما مستثمرو رأس المال الجريء، فيتوقعون عوائد أعلى نظرًا لارتفاع درجة المخاطرة في استثماراتهم.
وعلى المستثمرين الانتباه للتكاليف والرسوم المرتبطة بالاستثمار، مثل رسوم الإدارة السنوية في حالة رأس المال الجريء، أو رسوم استخدام منصات التمويل الجماعي، إذ كلما ارتفعت هذه المصاريف، انخفضت العوائد المحتملة.
كيف يؤثر الاستثمار على التنويع؟
يُعد التنويع حجر الزاوية في أي محفظة استثمارية ناجحة، لذا يجب على المستثمرين دراسة تأثير الاستثمار في الشركات الناشئة على توزيع أصولهم ومستوى المخاطر الكلي.
وعلى عكس الأسهم التي تتيح تقسيمًا واضحًا بين فئات الأصول، يتطلب الاستثمار في الشركات الناشئة نهجًا مختلفًا كونه يعتمد على مبدأ “إما الربح أو الخسارة”.
وكقاعدة عامة، كلما زاد عدد الشركات الناشئة التي يستثمر فيها الفرد، زادت فرص تحقيق العوائد المستهدفة.
ما هي استراتيجية التخارج؟
يعتبر تحديد استراتيجية واضحة للتخارج أمرًا ضروريًا في أي استثمار، وتزداد أهميته في حالة الشركات الناشئة. ويجب على المستثمرين معرفة متى وكيف يمكنهم استرداد استثماراتهم الأولية مع أي أرباح محققة.
فعلى سبيل المثال، يحتاج المستثمر الملائكي إلى معرفة النقطة الزمنية التي يمكنه عندها بيع حصته في الشركة. وهذا ما يؤكد أهمية فهم الإطار الزمني للاستثمار لضمان إمكانية التخارج في الوقت المناسب.
نصائح ختامية للمستثمرين
على الرغم من أن الاستثمار في الشركات الناشئة يوفر فرصة ممتازة لتوسيع المحفظة الاستثمارية والمساهمة في نجاح رواد الأعمال، إلا أنه ليس خيار مضمون النتائج. فحتى الشركات التي تمتلك توقعات قوية للتدفقات النقدية، قد لا تترجم خططها على أرض الواقع كما هو متوقع.
وننصح المستثمرون بإجراء دراسة شاملة وتحليل دقيق قبل اتخاذ أي قرار استثماري في الشركات الناشئة. فالعناية الواجبة في البحث والتقصي ليست خيارًا، بل ضرورة لا يمكن تجاهلها لحماية الاستثمار وتعظيم فرص النجاح.