الأخبار

عزيزي رائد الأعمال: حتى لا تخسر نفسك!

شاركنا في هذا المقال باسم البلادي، مؤسس تطبيق لبيّه، مشكورًا للحديث عن تجارب يخوضها رواد الأعمال والنصائح التي تساعدهم على تخطي التحديات والضغوطات المصاحبة لهذا المجال.


التاريخ: منتصف أكتوبر من عام 2019.
المكان: معرض جايتكس التقني في دبي.

لحظة صفاء لم تدم طويلًا بأحد مطاعم دبي مع مجموعة من الرواد والمستثمرين، عندما بدأ صديقي في سرد قصة معاناته قبل ٥ أعوام وتركه لمشروعه، وظل يندب حظه واليوم الذي قرر فيه تأسيس “بزنس”.

قال لي: “بدأت أكره المشروع، كنت أتهرب من لقاء الموظفين والمستثمرين، حاولت الهرب من الواقع، كانت ليالي كئيبة. ولم أعرف سببها إلا بعد حين!” هذه القصة ليست خاصة بصديقنا، فاليوم يعيشها الكثيرون.

يشير مؤشر غالوب للرفاهية والازدهار النفسي إلى أن نصف رواد الأعمال يعانون من التوتر والضغوطات، وأن 3 من كل 10 يمرون بها في هذه اللحظة. ناهيك عن الإدمان الذي يعاني منه اليوم حوالي 12%؜ من الرواد في أمريكا حسب الدراسات.

والحقيقة، أن الضغط رهيب على كل اللاعبين في مجال الأعمال، سواء كانوا رواد أعمال أو مستثمرين أو حتى موظفين، فهم مرتبطون بالعمل في كل وقت وحين، وأصبح العمل هو أهم معيار للتقييم، وبنفس الوقت بدأ إدمان العمل في اجتياح أسلوب حياتنا، تلك الثقافة التي تدعو إلى العمل والعمل فقط، وإن أحرقت الأخضر واليابس.

جاشت رغبتي في كتابة هذا المقال، بعد نقاش دار مع الصديق طلال الشريف عن انطفاء بعض أصحاب المشاريع وانسحابهم بعد نجاحهم، أو توقفهم التام عن متابعة أعمالهم وفقدهم للدافعية، فكتبت هذه الخواطر والنقاط علها تساعدهم، وتكون داعمة لهم في رحلة الأمل:

  1. ‎”البزنس” هو (قرار)، وكلما زادت جودة قرارك، كلما نجحت بشكل أكبر، والعكس صحيح! ولن تتخذ قرارًا جيدًا وأنت تعاني ياصديقي.
  2. ‎”البزنس” يتطلب لياقة نفسية وذهنية عالية، تساعدك على المرونة وتجاوز المطبات، وعدم الركون للنجاح المؤقت، فالسوق متقلب وسلوكيات الناس سريعة التغيير والمنافسة مستمرة!
  3. ‎من أكبر التحديات التي نعاني منها في هذا العصر هي الضغوطات، والضغوطات على صاحب المشروع أكبر، فالعميل يتوقع منه الكثير، والموظف يحلم ببناء مستقبله عبره، والمورد حريص على السداد، وجهات أخرى تراه مقتدرًا وصاحب رأس مال يكفي لسداد التزاماته، والناس يرونه غني. ‎وقبل ذلك الضغوط العائلية. إنه تمامًا كلاعب السيرك الذي يلعب بعدة كرات ويحافظ على توازنه في ذات الوقت.

‎إذا.. ما الحل؟

يبدأ الحل دائما بداخلنا، وهناك بعض الخطوات التي تفيدك كصاحب المشروع:

  • ‎تعرف على نفسك… ما يزعجك، وما يسعدك؟ سجل المواقف التي تزعجك، وتعرف على المزعجات، عندها تستطيع التعامل معها بطريقة سليمة! فنحن نسعى بكل قوة لإكتشاف العالم وفهم شخصيات الآخرين ولكننا ننسى ونتجاهل فهم أنفسنا!
  • ‎العمل لن ينتهي… من المهم أن يكون عندك وقت للراحة، وتصفية الذهن، خصوصا بإجازة نهاية الأسبوع.
  • سافر .. والسفر ليس له قيمة وأنت متصل بالعمل أونلاين (جرب أن تحذف قروبات العمل، والايميل من جوالك وعندها ستعي معنى كلامي).
  • قلل المخاطر في مشروعك، كأن تبدأ مع شريك، وتركز في خدمة بسيطة بالبداية مع تقليل التكلفة، وعدم ترك الوظيفة حتى يصبح الدخل من المشروع ضعف الراتب.
  • النوم أفضل علاج للجسم والنفس، أغلب الرواد يعانون من قلة النوم بسبب الضغوطات والقلق وكثرة التفكير.
  • اصنع شبكة اجتماعية حولك (شبكة أمان) وتعرف على مجموعة من رواد الأعمال لتستشيرهم، فالتاجر لا يفضفض إلا مع أقرانه.
  • الفشل والتوقف ليس عيبًا، المكابرة والهروب هي بداية الخطأ!
  • العائلة هم الثروة الحقيقية، فأعطهم وقت ذا جودة عالية.
  • استشر الأطباء، فصحتك هي أغلى ما تملك.

عمومًا التجارة ربح وخسارة، ولا شيء ثابت في عالم الأعمال، كورونا مثلًا غيرت كل شيء، وخسر بسببها الكثيرون أموالهم وصمتوا عن شرح معاناتهم ولم يوثقوا ما حدث لهم ليستفيد منه الآخرون. لكن عامر فرحة كان له رأي آخر (عامر هو الشريك المؤسس في بيكو كابتل). فبعد سنوات من النجاح في الاستثمار الجريء كان قراره صعبًا، وكتب عن تجربته الصعبة في العامين الماضين وكيف تجاوزها.

ختامًا تذكر بأن مشروعك لن يكون ذا قيمة حقيقة، إذا ربحت فيه، وخسرت نفسك.
تمسك بالأمل، ولا تنطفئ يا صديقي!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى