يشاركنا المستثمر الملائكي ياسر الغامدي مشكوراً في هذا المقال الذي يتحدث عن كيفية خروج الشركات الكبرى من أزمات مدوية لتُسطر مسيرة عظيمة بعد ذلك.
يخرج من رماد الحريق طائر جديد يُسمى “العنقاء”
وهكذا أصبح طائر “العنقاء” الأسطورة الخالدة مع مرور الزمن بمثابة الصورة التي يستمد منها الإنسان دروساً في التحدي والتجدد والاندفاع، ورمزاً يتعلق به، وتميمة تمنحه القوة والإلهام الذي يحثه على النهوض من الكبوات ويدفع به إلى الأمام وليتجاوز ماكان مستحيلاً.
واستكمالاً للمقالة الأولى “أطلق النقد“، سوف أعرض في هذا المقال نماذج لثلاثة عشر شركة تشترك جميعها أنها استطاعت تجاوز الأزمات الاقتصادية بكل كفاءة.
بعضها تأسست في فترة الركود وكان بالنسبة لها فرصة استثمارية جيدة، والبعض الآخر استطاعت أن تخرج من أزمة خانقة وصل لدرجة البدء في إجراءات الإفلاس، وبفضل وضع يدها على التغيير الصحيح سواء كان هذا التغيير في بعض نماذج العمل لدى الشركة، أو تغيير بعض المدراء التنفيذيين فيها، ففي أوقات الأزمات على الشركة أن تقوم بكل ما عليها فعله لكي تنجح وتتجاوز أزمتها.
Bungie
واحدة من الشركات التكنولوجية القليلة الناجحة التي انبثقت من الركود الاقتصادي في عام 1990 و 1991، حيث كانت Bungie أحد أشهر شركات تطوير الألعاب التي تعمل على بيئة ماكنتوش. شاهدت مايكروسوفت لعبة Halo في معرض عالم ماكنتوش عام 1999 فاشترتها بقرابة الـ 40 مليون دولار، وحققت لعبة Halo مليارات الدولارات خاصة بعد ظهورها على جهاز ال إكس بوكس Xbox وتحولت Bungie إلى شركة مستقلة عام 2007.
ARM
في مطلع عام 1990م ضرب الركود الاقتصادي المملكة المتحدة واستمر لثلاث سنوات تقريباً، في هذه الفترة تأسست شركة ARM وتخصصت بتصميم المعالجات الدقيقة التي تستخدمها معظم الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحي في العالم.
Electronic Arts
شركة Electronic Arts تأسست في مايو 1982، في وسط أسوأ ركود منذ الكساد العظيم.
سيطرت الشركة على صناعة ألعاب الفيديو لأكثر من 20 عاما وأشهر العابها – Madden! حققت مبيعات تقدر بـ 4 مليارات دولار سنويا، أما حقوق استملاك ماركة هذه اللعبة فتقدر بـ7 مليارات دولار.
Playdom
من أشهر شركات تصنيع الألعاب الاجتماعية أُسست في فترة الركود الاقتصادي عام 2008م وبِيعت بعد عامين بأكثر من 500$ مليون دولار، بعد ذلك قامت الشركة العملاقة ديزني بشراء Playdom بمبلغ 763 مليون دولار– 563 مليون دولار دفعة أولى و 200 مليون دولار مرتبطة بالأداء.
Groupon
تبين أن الاستثمار في كوبونات التخفيضات من الأعمال العظيمة في أوقات الأزمات ففي نوفمبر 2008م سنة الكساد، تم إطلاق Groupon على يد أندرو ماسون، وهو عبارة عن عبارة “group” و “coupon، وفي الرابع من نوفمبر 2011، عقدت Groupon طرحها العام الأولي (IPO) في بورصة ناسداك، وبحلول نهاية اليوم بلغت قيمة Groupon أكثر من 16 مليار دولار، ونجحت في جمع 700 مليون دولار للشركة. كان هذا الاكتتاب ثاني أكبر اكتتاب عام تقني في التاريخ
Sony Ericsson
تأسست في أعقاب إفلاس شركات التجارة الإلكترونية في كارثة فقاعة الإنترنت حيث أنها بدأت كمشروع مغامرة مشترك في أكتوبر 2001م وأصبحت رابع أكبر صانع للهاتف المحمول في العالم بحلول عام 2009 .و ماتزال سوني إريكسون تصدر عشرات الملايين من الهواتف في السنة، والآن هي في الترتيب العاشر على العالم.
مايكروسوفت
شركة مايكروسوفت تأسست خلال الأزمة النفطية في منتصف السبعينيات.
في الواقع مرت مايكروسوفت بأزمتان خلال تأسيسها؛ الأولى عند إطلاقها في نيو مكسيكو في نيسان عام 1975 مباشرة بعد نهاية الركود الذي بدأ في عام 1973، والثانية كانت أثناء إعادة هيكلتها ودمجها في ولاية واشنطن في يونيو 1981، مع بداية الركود الاقتصادي في الثمانينات.
Hewlett-Packard
تأسست في نهاية فترة الكساد الكبير، حيث تشكلت شركة ديف هيوليت باكارد بيل وشركاتهم في مرآب في العام 1939م، وكان عام 1939 عاماً صعباً حيث كان معدل التجارة العالمية أقل مما كان عليه قبل عشرة سنوات ومعدل البطالة يعادل 17 ٪ أي في ذورته .معظم المؤرخين يتفقون على أن الأزمة الاقتصادية لم تنته حقاً.
General Motors
تأسست شركة “جنرال موتورز” عام 1908، وظلت لسنوات طويلة من أهم شركات السيارات الأمريكية، وفي السبعينات بسبب نقص الغاز في البلاد مرت بأوقات عصيبة.
في الثمانينيات واجهت صناعة السيارات الأمريكية كلها منافسة دولية من عام 1981 وحتى 1990، وتراجعت حصة “جنرال موتورز” في السوق من النصف إلى الثلث.
في عام 2009 أفلست الشركة وقدمت طلبات لإنقاذها حتى نجحت أخيراً في التفاوض مع الكونجرس والوصول إلى حل لأزمتها، وقامت بإعادة الهيكلة وتغيير العديد من المديرين التنفيذيين حتى استقرت في النهاية على ماري بارا التي تم تعيينها في منصب المديرة التنفيذية منذ عام 2014 وحتى الآن.
باتت “جنرال موتورز” تحت قيادة بارا شركة السيارات رقم واحد في الولايات المتحدة، وحققت أرباحاً أعلى من المتوقع في الربع الأول من عام 2019.
NetFlix
بدأت “نتفلكس” خدمة البث الحي حسب الطلب للأفلام والمسلسلات عبر الإنترنت عملها عام 1989 بتقديم خدمة بيع وتأجير الأقراص المدمجة وتوصيلها عبر البريد، وبعد نحو عقد بدأت الشركة تقدم خدماتها عبر الإنترنت.
اتخذت الشركة قراراً بفصل اشتراكات الأقراص المدمجة عن اشتراكات خدمة البث الحي وزادت أسعارها، وقررت إطلاق اسم “Qwikster” على خدمة اشتراكات الأقراص المدمجة، إلا أن ذلك أدى إلى تراجع أسهم الشركة، وخسارتها نحو 800 ألف مشترك بعد الإعلان عن ذلك مباشرة عام 2011.
بعد ذلك بعامين تم عرض مسلسل “هاوس أوف كاردز” كأول عمل من إنتاج الشبكة، ثم بدأت الشركة من وقتها في إنتاج المزيد من المحتوى الأصلي وفاز العديد من أعمالها بجوائز مهمة مثل جولدن جلوب والأوسكار، وبدأ عدد المشتركين في الشبكة يتزايدون بشكل كبير، ولم تتعرض الشركة لإخفاقات من وقتها، حيث أنقذها المحتوى الأصلي من أزمة كانت على وشك الدخول فيها.
Delta Airlines
في عام 2005 اضطرت الشركة للتقدم بطلب حماية من الإفلاس، مشيرة إلى مشكلة ارتفاع أسعار الوقود، واستفادت من الوقت المتاح للقيام بإعادة الهيكلة، وتمكنت من الخروج من الأزمة عام 2007.
أصبحت “دلتا إيرلاينز” الآن ثاني أكبر شركة طيران في العالم في ما يتعلق بحجم أسطول طائراتها البالغ 879 طائرة، وهي بذلك تأتي في المركز الثاني بعد شركة “أمريكان إيرلاينز” التي تمتلك 956 طائرة.
كونفرس “Converse“
كانت أحذية “كونفرس” رائجة جدًا خلال فترة السبعينيات والثمانينيات، إلا أنها في التسعينيات وأوائل الألفية باتت بالنسبة لكثيرين علامة تجارية عفا عليها الزمن.
قدمت الشركة دعوى لإشهار الإفلاس عام 2001، إلا أن شركة “نايكي” فكرت أنه مع إعادة تسمية هذه العلامة التجارية سيعود الناس للشراء مرة أخرى منها.
وافق مجلس إدارة “كونفرس” على عملية الإستحواذ في سبيل الخروج من أزمة الإفلاس، وبالفعل استحوذت “نايكي” على “كونفرس” وعادت أحذية الشركة من جديد لتصبح واحدة من أكثر الأحذية رواجاً في الولايات المتحدة، كما زادت قيمة “كونفرس” وأصبحت تتجاوز مليار دولار الآن.
Isilon
لتخزين البيانات وتأسست خلال فقاعة الإنترنت وبِيعت في نهاية المطاف لشركة EMC مقابل 2.5 مليار دولار العام.