أصبحت التجارة الإلكترونية محركاً أساسياً في الاقتصاد العالمي بشكل عام والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، حيث شهد هذا القطاع نمواً ملحوظاً بالمملكة في السنوات الأخيرة لاسيما مع إطلاق رؤية 2030. واستطاعت السعودية أن تتحول لتكون أكبر الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بفضل وجودها في المرتبة الثانية من حيث عدد مستخدمي الإنترنت بنحو 24.1 مليون مستخدم، ومعدل انتشار للهواتف الذكية بواقع 65.2%.
وقد بلغ سوق التجارة الإلكترونية في المملكة منذ بداية العام الحالي 2021 من حيث الإيرادات نحو 9.41 مليار دولار أمريكي، بالرغم من انقضاء ثلث العام فقط حتى الآن.
هذه الأرقام في قطاع التجارة الإلكترونية، ساهمت في فتح أبواب النمو لقطاعات أخرى بسبب التأثير الكبير الذي تشكله، وعلى رأس هذه القطاعات جاء قطاع تحليل البيانات والبيانات الضخمة الذي يُنتظر أن ينمو بنسبة 30% مع الوصول لعام 2022 مقارنة مع 2019، بفضل الحجم الهائل من البيانات والعمليات التي تتم عبر الإنترنت.
شاركتنا لوسيديا، المنصة الرائدة في تحليل البيانات الضحمة ومحتوى الشبكات الاجتماعية باللغة العربية الفصحى والعامية، هذا التقرير حول اتجاهات التجارة الإلكترونية في 2021، بجانب تفاعل الجمهور مع هذا القطاع.
ونأخذكم هنا للحديث حول أهم النقاط والأرقام في تقرير لوسيديا حول التجارة الإلكترونية والمحتوى الذي يشاركه الجمهور على شبكات التواصل الاجتماعي.
أهم اتجاهات التجارة الإلكترونية في 2021 وتأثيراتها
- التجارة الإلكترونية الصوتية
زاد اعتماد الناس على المساعدات الصوتية مع مساعد جوجل وأمازون أليكسا في الحياة اليومية، وهذا ساهم في اعتماد العديد من المستخدمين على هذه المساعدات في إنجاز مهام الشراء عبر الإنترنت، لذا من المفترض أن تعي المتاجر الإلكترونية هذا الأمر وتحسن من المحتوى الخاص وطريقة الوصول إليه.
- الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز
يتوقع أن ينفق البائعون نحو 7.3 مليار دولار على تقنيات الذكاء الاصطناعي بحلول العام القادم، فيما يتوقع استخدام أكثر من 120 ألف متجر لتقنيات الواقع المعزز مع عام 2022.
- خيارات الدفع الجديدة
كلما زادت خيارات الدفع، زادت جاذبية المتاجر والقبول لدى الجمهور. لذا يتوجب على أصاحب المتاجر الإلكترونية تقديم طرق مختلفة للبيع لتجنب فقدان العملاء.
- التسعير الديناميكي
يلعب السعر دوراً أساسياً في جذب العملاء، ويسمح التسعير الديناميكي لتجار التجزئة بالبقاء في المنافسة بحيث يتم وضع تسعيرة مناسبة للمنتجات مقارنة مع السوق.
- تصاعد التسوق عبر الهواتف الذكية
من المتوقع أن تصل نسبة المبيعات عبر الهواتف الذكية للمتاجر الإلكترونية نحو 73% بحلول 2021، الأمر الذي يوضح لأصحاب المتاجر الإلكترونية أهمية تحسين تجربة استخدام المتاجر عبر الهاتف.
- التجارة الإلكترونية الصديقة للبيئة
أضحى الكثير من الناس ينظرون إلى الجانب البيئي عند شراء منتجات محددة من متاجر محددة، حيث تشير النزعة الاستهلاكية الخضراء إلى الموقف الذي يبحث فيه العملاء عن منتجات صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التدوير قبل اتخاذ قرار الشراء.
- التجارة المرئية
تلعب الصور دورها المؤثر في جذب اهتمام الجمهور ليس فقط عند عرضها في صفحة المنتج، بل بإظهارها في أماكن مختلفة من المتجر لحث الجمهور على اختيارها.
- المحتوى المؤقت
المحتوى المؤقت أو سريع الزوال مثل قصص سناب شات وانستجرام يُعد عنصراً أساسياً في عملية الترويج للمنتجات، ومن المتوقع أن يستمر تأثيره على اختيارات الجمهور خلال 2021.
- ازدهار تحليل البيانات
ستستمر تحليلات البيانات بالازدهار للمساعدة على فهم الجمهور بشكل أكثر، وذلك من خلال قياس معلومات مثل نسبة النقر مقابل الظهور، وأماكن الوصول والتحول، وغيرها.
- الشراكة مع المؤثرين
تستمر أهمية المؤثرين من حجم الاستخدام المتزايد للشبكات الاجتماعية والهواتف الذكية، الأمر الذي سيعزز من دورهم في نشر العلامات التجارية والمتاجر الإلكترونية.
أهمية البيانات الضخمة في فهم اتجاهات التجارة الإلكترونية
يساعد تحليل البيانات الضخمة في توفير معلومات كبيرة وتوليد أفكار جديدة لأصحاب المتاجر الإلكترونية، حيث تساعدهم على فهم نتائجهم، التنبؤ بما هو قادم، والتخطيط بما يتوافق مع عملهم لتحقيق أكبر استفادة وتجنب أي مشاكل.
ولا تقتصر أهمية البيانات الضخمة عند هذا الحد، فهي تساعد في فهم العملاء وطرق تفكيرهم واتخاذهم قرارات الشراء وأسباب تركهم العربات بدون شراء أو تأخرهم في الدفع وحتى معرفة الأوقات المفضلة لهم للشراء، وبالتالي تساهم في خلق فرص جديدة لاستثمارها من أصحاب المتاجر الإلكترونية من أجل للحفاظ على عملائهم وجذب المزيد.
وتكمُن أهمية تحليل البيانات الضخمة في قطاع التجارة الإلكترونية بسبب الأرقام الكبيرة جداً في القطاع، حيث تشير التوقعات إلى شراء أكثر من 2.14 مليار شخص لمنتجات عبر الإنترنت خلال 2021. كما يتوقع أن تصل المبيعات العالمية عبر الإنترنت إلى 22% من إجمالي مبيعات التجزئة في 2023 مقارنة مع 14.1% في 2019. فيما من المنتظر وصول مبيعات سوق التجزئة في التجارة الإلكترونية لنحو 6.54 مليار دولار في 2023 مقابل 3.53 مليار في 2019 – أي نحو الضعف تقريباً.
وتُشير التقديرات والاحصائيات إلى أن 95% من جميع عمليات الشراء العالمية ستكون عبر التجارة الإلكترونية بحلول عام 2040.
على نفس الجانب، ذكر 93.5% من مستخدمي الإنترنت حول العالم بأنهم اشتروا منتجات عبر الإنترنت، كان منها ما نسبته 40% من عمليات الشراء خلال الأعياد عبر الهواتف الذكية.
ويعتمد 74% من المستهلكين على شبكات التواصل الاجتماعي لاتخاذ قرارات الشراء، وهذا الأمر ساهم بتفوق المتاجر التي تتواجد على شبكات التواصل الاجتماعي في المبيعات بمتوسط 32% مقارنة مع تلك التي لا تعتمد على الشبكات الاجتماعية.
أهم البيانات من لوسيديا خلال 2021
قامت لوسيديا بإعداد تقرير رقمي حول أهم النقاشات عن التجارة الإلكترونية في 2021، وشمل التقرير جميع أنحاء العالم بغرض تحليل محادثات الجمهور حول التجارة الإلكترونية باللغة العربية عام 2021، وذلك عبر تويتر، فيسبوك، انستجرام، وعدد من الصحف.
وقدم التقرير الجديد تحليلاً حول محادثات التجارة الإلكترونية بين الجمهور المتحدث بالعربية منذ بداية العام وحتى بداية أبريل، حيث وصلت ذروة المحادثات في مارس وبداية أبريل. ورصد نقاشات الجمهور من السؤال حول المنتجات وطرح تجاربهم، إلى الحديث عن أسعار السلع، وانتشار العلامات التجارية، والشكاوى حول المنتجات، وغيرها.
وأورد التقرير تفضيل عديد المغردين التجارة الإلكترونية على التقليدية بسبب عدم الحاجة للذهاب للمتاجر، وصاحب ذلك وجود الكثير من التغريدات الدعائية للتفاعل حول المتاجر.
وتمكنت لوسيديا من تحليل ما مجموعه 342,331 تغريدة وفقاً للتقرير، كانت عبر 232.8 ألف مستخدم. وجاءت معظم هذه التغريدات من السعودية التي تعد السوق الأكبر في المنطقة، ثم تلتها الإمارات، فالأردن، والبحرين، والكويت. وكانت مدن الرياض، جدة، ومكة من السعودية هي الأكثر تفاعلاً في هذا الشأن، تلاها مدينة الكويت ثم المدينة المنورة. وجاءت نسبة المتفاعلين مقسمة على 56.12% ذكور و43.88% إناث.
يمكن الحصول على تقرير لوسيديا المفصل حول اتجاهات التجارة الإلكترونية الحديث للصناعة من خلال النقر هنا.