مقالات

وائل الشيخ الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ستوريج ستيشن يتحدث لجولة

ساهم نمو التجارة الإلكترونية بظهور الكثير من الأفكار التي تساعد على تطور القطاع وتسريع وتيرة العمل؛ فعلى سبيل المثال لم تعد المتاجر الإلكترونية بحاجة للقيام بجميع الخطوات اللازمة لبيع وتوصيل وتخزين السلع، حيث أصبح بإمكانها الاعتماد على طرف خارجي للقيام بالمهمة لجعل الأمور سلسة وسريعة على المستخدمين من جهة وتقليل التكاليف والجهد على المتاجر من جهة أخرى.

وتعد تقنيات تنفيذ التجارة الإلكترونية (eCommerce Fulfillment) من هذه الأفكار التي ظهرت لتسريع وتيرة العمل وجعل إدارة المتاجر الإلكترونية أكثر سلاسة على أصحابها، حيث تقوم الشركات المسؤولة عن ذلك بمساعدة أصحاب المتاجر على تخزين وشحن السلع المختلفة للعملاء من خلال الربط المباشر مع متاجرهم لتوفير الكثير من الوقت والجهد ومساعدة المهتمين بدخول قطاع التجارة الإلكترونية أسرع مع تقليل التكاليف اللازمة مقارنة مع تنفيذ جميع العمليات.

وظهرت مؤخرًا عديد الشركات الناشئة في هذا المجال منها ستوريج ستيشن (Storage Station)، الشركة السعودية التي بدأت هذه المهمة في مارس 2020 مع بدايات جائحة كورونا، وعملت على هيكلة نموذج عملها ليركز على تنفيذ عمليات التجارة الإلكترونية بعد عام تقريبًا على تأسيسها.

وللحديث عن الشركة كواحدة من الشركات الناجحة في هذا المجال، نأخذكم في مقابلة مع المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي وائل الشيخ، الذي سبق له قيادة عدة مشاريع في قطاعات مختلفة قبل الاستقرار على ستوريج ستيشن المتخصصة في تنفيذ وإدارة عمليات التجارة الإلكترونية.

امتداد لشراكة مستمرة بين وائل الشيخ وشريكه سالم السويكت

بدأت علاقة وائل وسالم عام 2010 عندما التقيا معًا لفتح مصنع للطابوق الإسمنتي، وقاما ببدء العمل بالمصنع عام 2011، بعدها توسع المصنع ودخلا قطاع المقاولات وحظيا بعدة نجاحات معًا أكسبتهم خبرة واسعة بالتعامل مع الشركات وأصحاب المشاريع خاصة مع بدء شركة جديدة لتوريد المستلزمات الخاصة والمواد الاستهلاكية لشركات خدمات النفط، ما أضاف لهم خبرة أكبر لإدارة شركتهم الحالية.

لكن مسيرة وائل وسالم لم تكن وردية منذ بدايتها، فبعد النجاح الكبير الذي تحقق من قطاع المقاولات وتوريد مستلزمات الشركات، شراكة خاطئة أجبرتهم على إغلاق مشاريع تقدر قيمتها بنحو 26 مليون ريال سعودي، ولم يوقف هذا الأمر شراكتهما حيث قررا الاستمرار وتأسيس ستوريج ستيشن برأس مال يزيد قليلًا عن مليون ريال سعودي.

يقول وائل الشيخ: “التجارب السابقة علمتنا كيفية التعامل مع الشركات وأكسبتنا خبرة كبيرة. وقررنا تأسيس شركة جديدة مستفيدين من الخبرات السابقة لكن في مجال مختلف، بعدها قررنا التحول إلى التجارة الإلكترونية عندما رأينا فيها فرصة مواتية”. وأضاف: “علمتنا التجارب أن النجاح يحتاج إلى مواكبة التطور والتغيرات، لذلك قررنا انتهاز هذه الفرصة دون تردد”.

بداية وتطور نموذج عمل ستوريج ستيشن (Storage Station)

لم تكن بداية الشركة كما هي الآن فحتى نموذج عملها كان مختلفًا بالرغم من التشابه في مبدأ التخزين، فقد بدأت الشركة في مدينة الخبر عام 2019 لتوفير خدمات التخزين الذاتي (Self-Storage) للهواتف الذكية وكانت تعمل على نقل السلع الخاصة بعملائها وتخزينها وتوصيلها عند الحاجة. لكن مع بداية جائحة كورونا وظهور الحاجة لخدمات تساعد على تسيير عمل التجارة الإلكترونية بسبب تأثر سلاسل الإمداد، قرر وائل الشيخ وشريكه سالم السويكت في مارس 2020 تحويل نموذج العمل ليلائم احتياجات إدارة وتنفيذ التجارة الإلكترونية.

يقول وائل الشيخ حول ذلك: “كانت فرصة جديدة لدخول قطاع اللوجستيات والتجارة الإلكترونية، عندما بدأنا لم نكن نعمل في تنفيذ التجارة الإلكترونية، وقد بدأنا كمقدم خدمات تخزين ذاتي. كنا نعمل على نقل المستودع كاملًا للعميل وتخزينه، وعندما يحتاج جزءًا خاصًا من إحدى الصناديق المخزنة نقوم بأخذ الصندوق له لاستخراج احتياجاته”.

بدأ المؤسسان لاحقًا باستغلال فرصة دخول التجارة الإلكترونية المواتية مع ظهور أسئلة مثل؛ لماذا لا يتم أخذ جزء من المخزون وتخزينه للعميل بدلًا من النموذج المعمول به لديهم، أو لماذا لا يتم عمل نظام إدارة مخزون كطرف ثالث؟ وهو ما ساهم بتطوير نظام خاص وتوجههم نحو المقاهي والمطاعم والمؤسسات في البداية لمساعدتهم على توفير المساحات. بعدها ومع دخول جائحة كورونا بقوة قرر المؤسسان التحول تجاه التجارة الإلكترونية.

وبمساعدة نظام إدارة المخزون الذي تم تطويره مسبقًا لم يكن الأمر صعبًا للغاية، ويعلق وائل الشيخ على ذلك: “بدأنا مرحلة التجارة الإلكترونية وكان النظام جاهزًا في فبراير 2020، ومع دخول جائحة كورونا بدأنا في مارس دخول مرحلة جديدة لتنفيذ التجارة الإلكترونية (Fulfillment). والحمد لله حققت الفكرة نجاحًا كبيرًا بسبب جائحة كورونا وبدأنا التوسع أكثر مع انضمام المزيد من أصحاب المتاجر الإلكترونية للاستفادة من خدماتنا”.

رغم الأضرار التي تسببت بها جائحة كورونا للعالم أجمع، إلا أنها كانت العكس تمامًا مع الكثير من الشركات الناشئة في قطاعات التجارة الإلكترونية والتقنية المالية بشكل خاص ومنها ستوريج ستيشن، وكأنها تعيد للأذهان ما قاله المتنبي “بذا قضت الأيام ما بين أهلها … مصائب قوم عند قوم فوائد”.

التغيير سبيل النجاح في الكثير من الأحيان

كانت ستوريج ستيشن تمتلك عدد محدود من العملاء عند بدايتها وقبل دخول التجارة الإلكترونية بسبب خصوصية خدمتها، لكن التحول لدخول قطاع التجارة الإلكترونية ساهم بتغيير هذا الأمر بشكل كبير على مدار العامين الماضيين مع انضمام العشرات من أصحاب المتاجر الإلكترونية على المنصات المختلفة للاستفادة من الخدمة.

وصاحب النمو في عدد العملاء اتقانًا أكثر للخدمة التي مازالت حديثة العهد في المنطقة، ويتحدث وائل الشيخ عن ذلك بقوله: “كانت الشحنات في أول يوم عند دخول التجارة الإلكترونية قليلة جدًا ونستغرق ساعات في تجهيزها، أما الآن فهناك آلاف الشحنات يوميًا والعمل عليها لا يستغرق سوى دقائق”.

يضيف الشيخ: “التجارة الإلكترونية سوق متطور فالعملاء يحتاجون مزايا مختلفة وإنجاز المهام في أسرع وقت، لذا نعمل على توفير مزايا جديدة بشكل مستمر لإرضاء وجذب المزيد من العملاء”.

تعمل الشركة الآن في الخبر والرياض، ووفقًا لما أشار له رئيسها التنفيذي، حققت الشركة نموًا في المبيعات تخطى 300% في 2021 مقارنة مع 2020 – العام الذي انطلقت فيها الشركة.

يضيف وائل الشيخ إن شركته شحنت أكثر من 1.7 مليون منتج حتى الآن وهو ما ساهم بتحولها للربحية مؤخرًا؛ فعلى سبيل المثال تمكنت في يناير 2021 من شحن 22 ألف منتج، وقامت في رمضان 2021 بشحن 42 ألف منتج، فيما شهد يناير 2022 شحن نحو 50 ألف منتج، ورمضان 2022 ما يزيد عن 80 ألف منتج.

الموظفون رأس المال الحقيقي للشركة

عند سؤال وائل الشيخ عما يميز شركته عن المنافسين خاصة في السوق، كانت اجابته حول هذا الأمر دبلوماسية إلى حد ما، فقد رأى أن الخدمة المقدمة نفسها تتشابه مع شركات أخرى قليلة جدًا في السوق، لكن اهتمامهم بالموظفين يعد سر النجاح الأساس وهو ما انعكس على منح الموظفين كافة إمكانياتهم للعمل وساهم في بناء علاقات قوية بينهم وبين العملاء ما ساهم بتعزيز سمعة الشركة ورغبة العملاء بالاستمرار.

ويضيف حول ذلك: “الموظفون يحبون العمل بالشركة، وهم أكبر رأس مال لأي شركة وسر نجاحها. يشعر العميل أن ستوريج ستيشن تعمل معه وليست كشريك تجاري، وبفضل ذلك أصبح العملاء أصدقاء وليسوا مجرد عملاء”.

التوسع

تسعى ستوريج ستيشن لتوسع عملياتها في المملكة من الخبر والرياض لتصل قريبًا إلى جدة، وبعدها إلى المدن الأخرى في المملكة. كما تضع خططًا للتوسع الإقليمي بدخول السوق المصري مع بداية 2024، وفقًا لما أخبرنا به وائل الشيخ خاصة وأن السوق المصري ضخم ويمتلك مقومات كبيرة للنجاح.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى