مقالات

كيف تنهي شراكتك مع المؤسسين الآخرين في شركتك؟

رغم أن الشركات تبدو واعد في البداية، إلا أن هناك مرحلة ما يجد فيها الفريق المؤسس نفسه أمام مفترق طرق وتوجهات مختلفة لأسباب عديدة؛ أهمها اختلاف وجهات النظر، طريقة إدارة الأمور، اختلاف الرؤية حول مستقبل المشروع، التوزيع غير العادل للمهام، والخلافات المتراكمة حول بعض القرارات، وغيرها.

عند الوصول لهذا المفترق، فإن النهاية تكون الانفصال. وطالما الانفصال هو النهاية فمن الأفضل التوصل لطريقة مناسبة للحل لأنه كلما تأخر ستطفو العديد من المشاكل الشخصية والعاطفية للسطح ما سيعكس ظهور قرارات متحيزة ربما يحركها الغرور أو الرغبة بإثبات وجهة نظر ما حتى لو كانت خاطئة.

هنا ستتساءل عن كيفية تجنب كل ذلك، وبطريقك ستبدأ البحث عن آلية للانفصال بأقل الأضرار تجنبًا لخسارة المشروع بالكامل، لذا من الأفضل التوقف والنظر للعلاقة بينك وبين شريكك وأخذ النقاط التالية في عين الاعتبار:

على ماذا تنص اتفاقية الشراكة؟

قراءة اتفاق الشراكة هي أول خطوة للانفصال بسلاسة، ماذا يقول العقد عن التالي:

  • هل هناك مادة في العقد حول رحيل أحد المؤسسين اجباريًا أو اختياريًا؟
  • هل هناك جدول زمني متفق عليه لتملك الأسهم؟
  • هل لديك رغبة بشراء حصة شريكك؟ و بكم؟

تذكر أنه بدون الوصول إلى تقييم منطقي للشركة قبل مرحلة الانفصال، فإن الأسهم قد لا تساوي شيئًا معظم الأحيان، وهذا ما يجعل السؤال الأخير هو النقطة الأصعب في التفاوض عند الرغبة بفسخ الشراكة خاصة عند سعي الشركة لجمع استثمارات في المستقبل القريب، لأنك في هذه المرحلة تحتاج لمعرفة قيمة الحصص التي ترغب بشراءها من شريكك بشكل جيد.

أما إذا لم تكن لديك أي اتفاقية أو عقد حول النقاط السابق ذكرها، فأنت وشريكك بحاجة إلى الجلوس والنقاش حول وضع الشركة للتوصل لحل، خاصة في حال رغبتك بشراء حصة شريكك. قد تبدأ بالتفاوض من منطلق القيمة السوقية العادلة للشركة، ثم الاتفاق على آلية شراء مستقبلية على دفعات يتم الاتفاق عليها مسبقاً.

ما هو حجم استثمار كل منكم؟

للمساهمة النقدية قيمة ما، لذا ربما عليك التعامل مع أي من المساهمات النقدية الأولية كما لو أنها ديون قابلة للتحويل في جولة استثمارية (Pre-Seed). أما إذا كانت الاستثمارات من أحد المؤسسين على شكل قروض، لأن الأمر سيصبح أكثر صعوبة.

وهنا 3 أسئلة عليك أن تسألها لنفسك في هذه المرحلة:

  • هل استثمر كل مؤسس حصة مساوية؟
  • هل كانت المساهمة النقدية على شكل ديون قابلة للتحول؟
  • أم هل كانت على شكل قروض؟

مستعينًا بهذه الأسئلة، قم بتصور كيف تم التعامل مع المساهمة النقدية وقتها، وكيف ساهمت هذه الأموال في نمو الشركة. ثم قرر كيف يجب على شركتك الناشئة التعامل معها كما لو كانت ديون قابلة للتحويل او قروض من الشريك المؤسس.

كيف ترى إجراءات الانتقال للمرحلة؟

فهم الالتزامات القانونية والتعاقدية للانفصال شيء والتخطيط لما بعده شيء آخر، لأن الطريقة التي سيتم فيها الانفصال سيترتب عليها تدايعات ليست بالبسيطة على شركتم الناشة. لذلك كن صبوراً وكن سخيًا في هذه المرحلة، لا سيما وأن المستثمرين الملائكيين غالبًا ما يتواصلون بالمؤسسين السابقين لمعرفة إذا كان الاستثمار في الشركة مناسبًا لهم أم لا، وهذا يعني أن أي مشاكل أو نهاية سيئة مع شريكك يمكن أن تعود عليك بعواقب غير جيدة.

يقول المستثمر الجريء، فيد ويلسون، إنه في حال كنت سخيًا وأعطيت شريكك تعويضاً إضافياً سواء نقداً أو حصة في الشركة، فأن عملية الانفصال والانتقال للمرحلة الجديدة ستكون أكثر سلاسة ما يعود بالإيجاب على الشركة.

وأثناء تحديد ملامح المرحلة الانتقالية، اسأل نفسك ما يلي:

  • هل سيستمر شريكي مؤقتًا في عمله حتى إيجاد البديل؟
  • إذا كان كذلك، هل سيصبح موظفًا بعقد وما هو الراتب الذي سيتقاضاه؟
  • هل شريكي سيبقي على حصته بالشركة؟ إذا كان الجواب نعم، فما هو حجم هذه الحصة وهل ستكون جزءاً من حزمة التعويضات في نهاية العلاقة؟

خلال التفكير بالمرحلة الانتقالية، تعامل معها وكأنك تعد وجبة طعام، فبإمكانك وضع المكونات التي تريدها وتراها لذيذة في الوجبة، لكن في النهاية عليها أن تكون لذيذة للآخرين – هنا شريكك المؤسس هو من سيذوقها ويقرر إذا كانت لذيذة أم لا، لذلك حاول تقديم شيئًا تعتقد أنه سيكون مناسبًا له.

هل ستحل الشركة؟

بعض الأحيان يرغب أحد الشركاء بالإبقاء على الشركة في الوقت الذي سيغادرها الآخرين، لكن في بعض الحالات تكون هناك رغبة في حل وتصفية الشركة من جميع الأطراف.

في هذه الحالة، يختلف الوضع قليلًا عن السابق ولذلك من المهم أن تفكر بهذه الأسئلة:

  • ما هي حقوق الملكية الفكرية التي تم تطويرها في الشركة؟
  • هل هناك اتفاقية تنص على بقاء حقوق الملكية الفكرية في الشركة؟
  • هل انت بحاجة إلى ضمانات اضافية بخصوص ملكية الشركة لهذه الحقوق؟

هل تحتاج إلى محام أو طرف ثالث؟

عندما تجد نفسك في وضع لا يمكنك فيه الوصول لتوافق مع شريكك المؤسس بشأن الانفصال، فربما يكون اللجوء لمحام هو الحل الأمثل. لكن عليك أن تعي بمجرد دخول المحامي للواجهة فإن الأمور ستزداد تعقيداً، لأن المحاميين دائمًا ما يضعون أحدكم في موقف الدفاع. ورغم ذلك، عندما ترى هناك حاجة ماسة للأمر حاول الحصول على نصيحة قانونية.

يجب التنويه أن معظم الخلافات التي تحدث بين المؤسسين يكون سببها سوء التواصل، لذلك من الممكن أن يساهم طرف ثالث أو مستشار محايد يحظى بثقة الطرفين في الوصول لحل؛ بتكاليف ستكون أقل بكثير من الاستعانة بمستشار قانوني.

وتأكد هنا أن الطرف الثالث سيساعدك في:

  • تحديد الخطوات التالية.
  • الهدوء وإنهاء المسألة بشكل حضاري.
  • المساعدة في المفاوضات.

نقاط أخيرة يلزمك أخذها بعين الاعتبار

طرد أحد ما من شركتك لا يعني إلغاء حصته من الشركة، فحصته هي حقه القانوني وهي ممتلكات يجب تناولها والتفاوض حولها بشكل منفصل.

أيضًا إذا كان المؤسس الشريك الذي سيغادر يشغل منصبًا إداريًا أو عضوًا في مجلس الإدارة، فإنه يتوجب عليك الحصول على بيان استقالة مكتوب باليد أو عبر الإيميل لإبقائه ضمن السجلات. وإذا لم يكن يرغب بكتابة بيان استقالته، فمن المهم استشارة أحد المحاميين. كما أن على الشركة البحث عن بديل لشغل المنصب الذي تركه الشريك المؤسس.

يجدر القول إن طريقة نظرك وتعاملك مع المسألة ستؤثر على محادثات الانفصال ومدتها، لذا من الحكمة البحث عن حل مقبول لدى الجميع.

 


هذا المقال مبني على مقال براينت غالدينو.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى