مقالات

ما هو الفرق بين الجولات الاستثمارية في المراحل الأولية (Pre-Seed) و (Seed)؟

تتوزع رحلة الشركات الناشئة على مراحل مختلفة، لكن هذه المراحل غالبًا ما تكون مرتبطة بمراحل التمويل الذي يمكن الحصول عليه خلالها من حيث المسميات، وهي مسميات كثيرة وضعت بدقة للدلالة على كل مرحلة من مراحل تطور الشركات. لذلك في بعض الأحيان يظهر هنالك عدم وضوح في فهم المرحلة الحالية للشركات خاصة عند التجهيز للجولات الاستثمارية.

وربما تُعد المراحل الأولى في حياة الشركات الناشئة من أكثر المراحل المختلف حول تسميتها بالنسبة للشركات عند بدء الجولات الاستثمارية، ورغم انقسامها إلى نوعين هما (Pre-Seed) و (Seed)، إلا أنه يصعب في الكثير من الأحيان على أصحاب الشركات تحديد المرحلة الخاصة بهم ونوع أو تصيف الجولة المراد الحصول على الاستثمارات من خلالها.

لذا نرغب من خلال هذا المقال جعل الأمر أكثر وضوحًا لتحديد الفرق بين الجولات الاستثمارية في المرحلة الأولية، وكيفية تحديد كل منها.

ما هي مرحلة (Pre-Seed)؟

تُعد أول مرحلة من مراحل التمويل بالنسبة للشركات الناشئة، وغالبًا ما تكون بالنسبة لرواد الأعمال عبارة عن جولة يتم جمع الأموال فيها من الأصدقاء والعائلة، كونها تأتي في مرحلة مبكرة من حياة الشركة لم يُطور خلاها المنتج ليكون جاهزًا للسوق على الأرجح. وإن قام أحد المستثمرين بالمشاركة في هذه المرحلة، يعني ذلك أنه يغامر بأمواله بشكل كبير من أجل فكرة أو حتى منتج لم يُطلق بعد.

تنتهي هذه المرحلة وفقًا لماثيو لينلي من Brex في الكثير من الأحوال بالحصول على تمويل على شكل سندات قابل للتحول، وربما قروض تُسدد عند جمع الاستثمارات في المراحل اللاحقة.

ملامح مرحلة (Pre-Seed):

  • منتج لم يجهز بعد أو ربما تصميم أولى للمنتج: تتسم المرحلة ببداية تطبيق المنتج أو العمل على تطويره، وأحيانًا يكون هناك إصدار تجريبي من المنتج للإطلاق.
  • وجود فرصة واضحة لاستغلالها في السوق: تحديد الفرص الموجودة بالسوق وكيفية استغلال المنتج لحلها من أبرز الملامح التي تساعد على الاستثمار في هذه المرحلة.
  • بداية مرحلة توظيف المزيد لتطوير المنتج: عند بدء العمل على المنتج، سيبدأ الفريق غالبًا مرحلة جلب المزيد من المواهب والموظفين للفريق لتطويره بشكل أسرع وأنسب.
  • ارتفاع تكاليف العمل تدريجيًا: كلما تقدمت مرحلة تطوير المنتج، ترتفع التكاليف تدريجيًا بعيدًا عن الرواتب، حيث سيكون هناك حاجة لتكاليف مثل الاستضافة والخدمات السحابية الخاصة بتشغيل واختبار المنتج وغيرها.

إذا كانت هذه الملامح هي البارزة بالنسبة للشركة الناشئة، فإنها أقرب ما تكون مرحلة (Pre-Seed)، ولذلك يمكن تحديد الجولة الاستثمارية على هذا الأساس، وهي غالبًا ما تنتهي بجمع بضع آلاف من الدولارات تكون من خلال برامج تسريع الأعمال أو مستثمرين مقربين من عائلة وأصدقاء، ومن المفترض أن تنتهي بتطوير المنتج لبدء مرحلة جديدة.

 

مرحلة (Seed)

تتسم هذه المرحلة بكون الأمور أصبحت أكثر وضوحًا، حيث المنتج أصبح جاهزًا وقد بدأ العمل بالفعل بمرحلة مبكرة. ويشارك في هذه المرحلة عند التوجه لجمع استثمارات، بعض المستثمرين الملائكيين الذين يرون في المنتج فرصة مناسبة لهم، وبعض صناديق الاستثمار الجريء المهتمين بالاستثمار في المراحل المبكرة، وكذلك بعض مسرعات الأعمال الكبيرة خاصة عند تخرج الشركات منها ووصولها إلى يوم العرض الاستثماري.

وعلى عكس العقود الماضية، بدأت الشركات الناشئة خلال هذه المرحلة بالحصول على تقييمات بالملايين حتى عند حصولها على استثمارات بعشرات الآلاف أو مئات الآلاف من الدولارات، وينعكس ذلك الارتفاع أكثر عند حصول هذه الشركات على استثمارات تفوق المليون دولار كما رأينا مؤخرًا مع العديد من الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعلى وجه الخصوص في قطاعات التقنية المالية والتجارة الإلكترونية.

ملامح مرحلة (Seed):

  • وجود منتج جاهز: وهنا يكون المنتج قد اكتمل أو بدأ رحلته بالفعل بالسوق ويمتلك بعض المستخدمين وأرقامه تظهر اهتمام منهم، وربما يكون قد بدأ بتحقيق إيرادات – وتكون هذه النقطة مشجعة جدًا للمستثمرين في هذه المرحلة.
  • وجود فريق عمل مهيأ: يساعد هذا الأمر في بيان وجود فريق جاهز لتطوير المنتج والتعامل مع العملاء وحل المشكلات التي تظهر بين الحين والآخر، وهذا مهم بالنسبة للمستثمرين كونهم يرغبون برؤية فريق عمل قادر على التطور وجاهز للسوق.

تنتهي مرحلة (Seed) غالبًا بحصول رواد الأعمال ومؤسسي الشركات الناشئة على استثمارات وسيولة نقدية مباشرة لتغطية التكاليف في تلك المرحلة ومساعدة الشركات على التطور، وأحيانًا يقوم بعض المستثمرين بتقديم خدمات مباشرة مقابل بعض الاستثمارات من خلال تسهيلات تتم عبر شبكاتهم الخاصة.

 

السؤال هنا، هل أنا أمام جولة استثمارية (Pre-Seed) أم (Seed)؟

رغم عرض ملامح كل مرحلة من المراحل ونوعية المستثمرين فيها، إلا أن الإجابة الدائمة تعتمد على تصور صاحب الشركة والمستثمر كما يقول ماثيو لينلي بغض النظر عن تلك الملامح. كما أن طبيعة المنطقة الجغرافية ربما تكون عاملًا مهمًا في تحديد تلك المرحلة بسبب طبيعة السوق، وغيرها من الأمور.

لكن بشكل عام، تتميز الجولات الاستثمارية سواء كانت (Pre-Seed) أو (Seed) بعوامل تظهر عند إغلاقها حسب University Lab Partners؛ مثل حجم التمويل والتقييم ومرحلة تطور المنتج والهدف الخاص بنهاية كل مرحلة، ويختلف ذلك نسبيًا بين منطقة وأخرى.

مرحلة (Pre-Seed):

  • حجم الاستثمار: يكون في معظم الأحيان بين 50-250 ألف دولار أمريكي.
  • التقييم: يصل في الغالب بتقييم بين 1-3 ملايين دولار أمريكي – ويعتمد بشكل كبير على القطاع ونوع الشركة.
  • حالة المنتج: يكون هناك منتج قيد الإعداد أو في مراحله المبكرة والفرص واضحة لدخول السوق.
  • الأهداف المعمول عليها: غالبًا ما تكون بين 3-9 شهور.
  • نوع المستثمر: الأصدقاء، العائلة، ومسرعات الأعمال – أحيانًا بعض الصناديق الاستثمارية في المراحل المبكرة.

مرحلة (Seed):

  • حجم الاستثمار: 500 ألف دولار أمريكي – مليون دولار أمريكي.
  • التقييم: بين 5-15 مليون دولار أمريكي غالبًا ويعتمد ذلك على الشركة والقطاع، فربما يكون أقل أو أكثر.
  • حالة المنتج: المنتج جاهز وبدأ مرحلة العمل وهناك فريق عمل كامل يقف خلفه.
  • الأهداف المعمول عليها: تستغرق المرحلة بين 12-18 شهرًا.
  • نوع المستثمر: الصناديق الاستثمارية، المستثمرين الملائكيين، وبعض مسرعات الأعمال القوية.

 

جولات (Pre-Seed) و (Seed) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فإن قيمة الاستثمارات للشركات الناشئة وتقييمها في مراحلها الأولية كانت على النحو الآتي وفقًا لاستقصاء أجرته جولة بالتعاون مع حسين عطار، الرئيس التنفيذي في شركة الاستثمارات التقنية، طال أكثر من 100 شركة ناشئة في المنطقة.

مرحلة (Pre-Seed):

  • 94% من الشركات جمعت أقل من مليون دولار أمريكي.
  • 6% فقط من الشركات تمكنت من إغلاق جولاتها بقيمة فاقت مليون دولار أمريكي لكنها أقل من 4.9 مليون دولار أمريكي.
  • 34% من الشركة انتهت جولتها بتقييم أقل من مليون دولار أمريكي، فيما كان 53% منها بتقييم بين 1-4.9 مليون دولار أمريكي، و10% بتقييم بين 5-9.9 مليون دولار أمريكي، و3% بتقييم بين 10 ملايين و14.9 مليون دولار أمريكي.

مرحلة (Seed):

  • 83% من الشركات جمعت أقل من مليون دولار أمريكي.
  • 17% من الشركات جمعت بين 1-4.9 مليون دولار أمريكي في هذه المرحلة.
  • 63% من الشركات بلغ تقييمها 1-4.9 مليون دولار أمريكي خلال هذه المرحلة، و17% كان تقييمها أقل من مليون دولار أمريكي، فيما كان 10% منها بتقييم بين 5-9.9 مليون دولار أمريكي، و7% بتقييم بين 10-14.9 مليون دولار امريكي، و3% منها وصلت تقييمات 15-19.9 مليون دولار أمريكي.

ختامًا

ربما يُحدد نوع الجولة بشكل مختلف بين مؤسسيها والمستثمرين، وبذلك من المرجح أن تختلف ملامح كل منها حسب ما تراه الأطراف المشاركة أثناء الاستثمارات.

لكن يجدر التنويه إلى أن نوع الجولة الاستثمارية والاستثمار والتقييم لا تعبر بالضرورة عن قيمة المنتج نفسه وقدرته على النجاح في المراحل المبكرة، بالرغم من أن الاستثمارات والعلاقات المصاحبة لها من المستثمرين تفتح الكثير من الأبواب المساعدة على نجاح وتطور الشركات الناشئة في بدايتها لكن كل ذلك يأتي بمقابل الحصول على جزء من نجاح المشروع في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى