أن تبدأ شركة ناشئة فحتمًا هناك دورس مستفادة من رحلتك، أشاركم اليوم ثمرة رحلة ثرية من باب زكاة العلم نشره، لكن بداية دعوني أعطيكم نبذة بسيطة عني وعن الشركة. أنا غيداء الحقباني تخرجت من كلية القانون في جامعة الأميرة نورة بمرتبة الشرف، وبعد التخرج لم تُتح لي الفرصة بالعمل وقررت وقتها البحث عن أي مشكلة في السوق وإيجاد حل لها، ولعلها كانت فرصة عظيمة لي لاكتشاف شغفي في مجال الأعمال، وبدأنا “ايڤا” وهي منصة تقدم تجربة مخصصة للعملاء لاستكشاف منتجات التجميل والعناية شهريًا باستخدام تحليل البيانات من خلال اختبار الجمال.
والآن دعونا نبدأ بخلاصة الرحلة:
– لا تبدأ الرحلة لوحدك، لا تبدأ الرحلة لوحدك، لا تبدأ الرحلة لوحدك. الرحلة متعبة ومرهقة والرؤيا فيها ضبابية عالية، حاول أن يكون معك شريك مؤسس تأخذون بيد بعضكم البعض في أوقات الخذلان، أوقات اتخاذ القرارت الصعبة لأنك ستعيش هذه الأيام أكثر من أيام النجاح والفرح خصوصًا في بداية مشوارك، وأكثر ما كنت افتقده في نهاية اليوم نقاشات المؤسسين مع بعضهم البعض لما فيه مصلحة العمل، فلا تناقش نفسك وتكن وحيدًا.
– ولأنك وحيد سوف تضطر إلى أن تأخذ قرارات أخذتها فقط لأنك وحيد، أتذكر وقتها قرار دخولنا مع أحد الشركاء كان الهدف الأساس منه مساعدتنا في بناء الفريق التقني وأيضًا في نموذج العمل والجوانب التشغيلية بما أن لديهم الخبرة في مختلف المجالات وهنا أذكر المثل (ما يحك جلدك مثل ظفرك) بالنهاية الشريك لديه أكثر من حصة في شركات مختلفة بالإضافة إلى حصته الكاملة في شركته، هُم وثقوا بك في بداياتك ونجاحك بالنسبة لهم ممتاز جدًا ولكن فشلك لا يؤثر كثيرًا.
– إذا كان هدفك الوحيد هو الثراء لا تبدأ الرحلة، 9 من أصل 10 من الشركات الناشئة تفشل وواحدة فقط تنجح، ولأن نسبة المخاطرة فيها عالية لا بد أن يكون وقودك الأساس صناعة التغيير وإحداث الأثر، الأهم من ذلك لا تبدأ وعداد مخزونك من الخبرة صفر، فستفرق معك كثيرًا في وضع قواعد اللعبة.
– في عالم الشركات الناشئة حاول أن يكون لك ظهر يساعدك ويأخذ بيدك ويستطيع أن يُخرجك إذا اشتدت عليك الأمور، ولا تقبل بالمال فقط خصوصًا في بداياتك.
– في لعبة جمع الجولات من المستثمرين لا تصدق الوعود حتى لو وصل منهم بريد إلكتروني رسمي بقبولك طالما لم تسمع نغمة رسالة جوالك بإيداع المبلغ – بالمناسبة حدثت لنا.
– في لعبة جمع الجولات أيضًا ستقابل الكثير والكثير من المستثمرين يدّعون الفهم ولكن بالحقيقة لا يملكون سوى المال والأدهى سوف يشككونك في قدراتك وفي نموذج عملك (النجاة منهم غنيمة).
– بناء العلاقات واحدة من أهم مخرجات تجربتك، احرص على بنائها واحرص على بناء سمعة طيبة لأن المجال صغير وصغير جدًا. (كلنا عيال قرية وكلن يعرف أخيه).
– دائمًا أحط نفسك بأشخاص لديهم تجارب تسبق تجربتك لأنك سوف تستفيد منهم كثيرًا وإذا كانوا أشخاصًا طيبين سيقومون بربطك بأشخاص لديهم أيضًا تجارب سابقة وبهذا تتسع دائرة التجارب والخبرات في مُحيطك.
– لا تأخذ وقتًا طويلًا في التفكير لإطلاق منتجك أو خدمتك، الرحلة باختصار عبارة عن: (إطلاق منتج/ خدمة، اختبار، قياس، تعلُم) تمامًا مثل عجلة الدوران والتي يقودها عميلك.
– القاعدة الوحيدة الثابتة في اللعبة هي نمو أرقامك، وعدا ذلك ضع قواعدك الخاصة واستمتع.
– في بداياتك لا تنغمس بحضور المعارض والمؤتمرات، فصخبها أعلى من قيمتها عليك في مرحلتك، هي جيدة جدًا ولكن لها وقتها.
– لا تستسلم بسهولة، فالرحلة طويلة للغاية، ولكن من المهم أيضًا معرفة الوقت الصحيح للاستسلام، فأحيانًا في التخلي تجلي، وبين الإصرار والاستسلام هناك شعرو دقيقة ودقيقة جدًا. واحرص جيدًا على متابعة مؤشراتك (KPI’s) فهي المرآة الوحيدة لعملك.
– سلاحك الوحيد لمواجهة تساؤلات أفكارك، أو موظفيك أو حتى مستثمريك والسوق عمومًا هو الإطلاع والقراءة. فاجعل لها نصيب الأسد في وقت فراغك ولا تنسَ أيضًا ترفيهك بالوسائل الأخرى.
– بعد التجربة وحتى إن لم تستطع أخذها إلى الطرح العام أو أي وسيلة تخارُج أخرى، اعلم تمامًا وثق أنك لن تكون نفس الشخص قبل دخول التجربة، استمتع بالرحلة لا بوصولك لوجهتك.
– ختامًا لا تجعل الرحلة تُلهيك عن الله فهو ملجئك ووكيلك في هذه المرحلة وجميع مراحل حياتك.