مقالات

عذبي العنزي المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لشركة JustClean في ضيافة جولة

كما حدث مع قطاعات كثيرة وتحولها الرقمي في المنطقة، كان قطاع خدمات التنظيف حاضرًا الفترة الأخيرة مع ظهور عدة شركات ناشئة تسعى لجعل تقديم هذه الخدمات أسهل على موفريها والجمهور على حد سواء. فبعضها يركز على تسهيل إدارة الخدمة على مقدميها وبعضها يعمل على توفير الخدمة للمستهلكين لتوفير الوقت والجهد عليهم، لكن ماذا عن جمع النموذجين معًا؟

قامت شركة JustClean الكويتية الناشئة بانتهاج نموذج يساعد مقدمي الخدمات والمستهلكين على حد سواء، فبدأت بخطوات متصاعدة في الكويت لتنتقل بسرعة إلى الإمارات والبحرين وقطر والمملكة السعودية مؤخرًا – السوق الأكبر في المنطقة – في محاولة منها لرقمنة القطاع بالمنطقة ككل مستفيدة من خطوات التحول الرقمي المدعومة من الحكومات والرغبة الكبيرة من المستهلكين.

يصاحبنا المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لـ JustClean، عذبي العنزي، للحديث عن رحلة الشركة وتوسعها تدريجيًا وصولًا لأكبر أسواق المنطقة، السوق السعودي.

كيف بدأت JustClean؟

ظهرت فكرة الشركة لدى الأخوين عذبي ونوري العنزي بعد عودتهما من رحلتهما الدراسية في بريطانيا، حيث لاحظا وجود مغاسل ملابس كثيرة تقدم خدمة التوصيل لكن بدون تنظيم كبير وعدم وجود أي مهتمين برقمنة القطاع بالرغم من ضخامته، فقررا العمل على إيجاد حلول لتنظيم عمل المغاسل ورقمنتها، وعندها قاما بتأسيس تطبيق JustClean عام 2018.

يعلق عذبي العنزي على ذلك قائلًا: “بعد انتهاء الدراسة في بريطانيا وعودتنا إلى الكويت لاحظنا وجود مغاسل كثيرة تقدم خدمة التوصيل للبيت لكن دون وجود جهات تعمل على تحويل القطاع للأونلاين رغم ضخامته، فظهرت لنا فكرة تنظيم هذا العمل من خلال حلول شبيهة بخدمات توصيل الطلبات لكن تستهدف قطاع المغاسل ومقدمي خدمات التنظيف”.

بدأ التطبيق في مساعدة المستخدمين على اختيار المغاسل المناسبة لهم حسب موقعها وتقييمها وسعرها من جهة، ومساعدة أصحاب هذه المغاسل على تنظيم عملهم واستقطاب المزيد من الزبائن من جهة أخرى. وبين هذا وذاك، تعمل JustClean على ربط الطرفين من خلال توفير خدمات التوصيل لتسليم الطلبات من الزبائن والمغاسل والعكس بناء على الوقت المناسب للزبون.

تطور الشركة

وجدت JustClean نفسها في سوق يمتلك قدرة استيعابية كبيرة ويتوق العاملين فيه لوجود خدمات مشابهة، فحصدت الشركة سريعًا استثمارات من صناديق استثمارية مهمة وأغلقت جولتين استثماريتين بعد انطلاقها سريعًا. وتمكنت خلال عامين من الانطلاق لأسواق مجاورة لتصل البحرين وقطر والإمارات ومؤخرًا المملكة العربية السعودية.

يعلق عذبي العنزي على نمو الشركة الكبير بقوله: “بسبب النمو السريع والضغط على المغاسل في الكويت والبحرين والإمارات، قررنا توفير فريق توصيل خاص بنا بعد الاعتماد في البداية على فرق التوصيل الخاصة بالمغاسل”.

لكن هذا التوسع لم يتوقف عند هذا الحد، فكانت على غرار التوسع الجغرافي تعمل على التوسع في تقديم الخدمات وتنظيم قطاع خدمات التنظيف بإضافة المزيد من الحلول مثل تنظيف البيوت وغسيل السيارات في البيوت.

وقد صاحب هذا التوسع وجود إضافات أخرى على المنصة؛ بحيث امتدت لتقديم منصة رقمية سحابية (SaaS) لأصحاب المغاسل لتنظيم عملهم تتوفر باللغة العربية والإنجليزية والهندية وتمكنهم من متابعة سير العمل من أي مكان، خدمة لوجستية لتنظيم توصيل واستلام الطلبات على المغاسل.

حلول متكاملة تتميز بها الشركة

تسعى JustClean لتكوين منظومة خاصة بخدمات التنظيف؛ ليس فحسب للمغاسل. فهي تعمل على التوسع تدريجيًا لإضافة خدمات جديدة بين الفينة والأخرى، وهو ما يؤكد الرئيس التنفيذي للشركة بقوله: “لو كنا نرغب بتقديم خدمات الغسيل فقط ربما لأسميناها JustLaundry لكننا منذ البداية كنا نهدف لتكوين منظومة متكاملة لخدمات التنظيف ككل ورقمنتها، وهذا سبب عملنا على إضافة خدمات أخرى عندما تتاح الفرصة”.

وفقًا لعذبي العنزي، الرئيس التنفيذي لـJustClean، فإن الشركة لا تتخذ لنفسها خيارًا لتنظيم جزئية محددة في القطاع؛ فهي تعمل على تنظيم خدمات الاستلام والتسليم من المغاسل والزبائن، وتقدم بنفسها خدمات التوصيل من المغاسل إلى الزبائن والعكس، بجانب توفيرها منصة لتنظيم عمل المغاسل، وخدمة تساعد المغاسل على إدارة تعاملاتها مع الزبائن بشكل كامل سواء كان ذلك عبر الإنترنت أم لا (أونلاين وأوفلاين).

ويضيف: “يتيح التطبيق للعميل أو الزبون اختيار وقت استلام وتوصيل الطلب، ويوفر له جميع المعلومات في مكان واحد بسلاسة ويساعده على تقييم الخدمة بكل أريحية”.

يرى العنزي في قدرة المستخدمين على تقييم الخدمة إضافة مهمة للقطاع وخلق منافسة قوية بين المغاسل ومقدمي الخدمات، كونها ستعمل على تحسين سمعتها وتقديم أفضل الحلول لإرضاء الزبائن والحصول على أعلى التقييمات؛ بشكل أشبه لما توفره تطبيقات المطاعم. كما أن ظهور الأسعار أمام المستخدمين يضيف المزيد من الشفافية ويحفز مقدمي الخدمات على التنافس في هذا الجانب وبالتالي تحقيق استفادة أكبر للزبائن.

يتحدث العنزي عن ذلك: “تطور سوق المغاسل بشكل ملحوظ مع التطبيق، فالعميل يحصل على سعر على التطبيق يشابه السعر الذي تقدمه المغاسل أوفلاين، وهذا شرط من شروط الانضمام لنا”.

وفي ظل توفير حلول متكاملة لقطاع المغاسل، أضافت الشركة حلولًا أخرى للجمهور تتاح لهم في منازلهم، فأصبحت تربط مقدمي خدمات تنظيف البيوت مع الزبائن بحيث تمكنهم من اختيار السعر والشخص المناسب لتنظيف البيت، وكذلك خدمة غسيل السيارات في المنازل.

توسع مستمر … الخطة الأكبر للمملكة العربية السعودية

تمتلك JustClean مقرات في جميع دول الخليج حيث تقدم خدماتها، باستثناء سلطنة عمان. وتمتلك الشركة حوالي 200 موظف في مقراتها مع زيادة مستمرة بسبب النمو الذي تحققه الشركة.

تبلغ قيمة سوق خدمات التنظيف نحو 3.5 مليار دولار أمريكي في دول الخليج بدون السعودية مع نمو سنوي بواقع 10%، ويقول عذبي العنزي أن سوق المملكة يوازي حجم السوق في باقي المنطقة الخليجية، وهو ما تحاول الشركة استغلاله من خلال التوسع في مدن المملكة والتوسع في تقديم خدماتها.

ويردف قائلًا: “جئنا إلى السعودية بخبرة متكاملة بعد التوسع للسوق الخليجي فالسوق يحتاج تركيز واهتمام ووقت بقدر الأسواق الأخرى التي نعمل بها، وكنا بحاجة مثل هذه الخبرة قبل دخول المملكة بسبب ضخامة المساحة الجغرافية وحجم السوق. وهو ما نحاول الاستفادة منه في تقديم خدماتنا حاليًا”.

ويرى العنزي أن السوق السعودي كان بحاجة لعمل أكبر في قطاع المغاسل بشكل خاص بسبب ندرة تقديمها لخدمات التوصيل، وهو ما أجبرهم على البدء بفريق توصيل خاص لاستلام وتسليم الطلبات من الزبائن والمغاسل.

كما يصف السوق السعودي بقدرته على استيعاب تقديم خدمات أكثر، حيث بعد عملهم على المساهمة في تنظيم قطاع المغاسل، والتوسع إلى خدمات تنظيف البيوت وغسيل السيارات، ستعمل JustClean على تقديم خدمة حجز الصالونات، وخدمات أخرى والتوسع بهذه الخدمات للأسواق الخليجية الأخرى.

التحديات والمنافسة

الحلول تتواجد للتغلب على التحديات، وهو ما عملت عليه JustClean بالنسبة للقطاع من جعل الأمور أكثر سلاسة وطرح التحديات والمشاكل أرضًا للأطراف ذات الصلة، لكن هذه الرحلة كانت دائمًا ما تحمل تحديات للشركة نفسها للوصول للخطوة التالية والاستفادة من الخبرة المكتسبة لا سيما بسبب كونها من أوائل الشركات في هذا القطاع، ما يعني ضعف التعامل مع مثل هذا التحول خاصة لمقدمي الخدمة.

يعلق عذبي العنزي على تأثير حداثة التحول الرقمي للقطاع وقلة الخبرة في بداية رحلة الشركة، بقوله: “من الأخطاء التي واجهتها في السنوات الأولى – قلة الخبرة”.

وفيما كانت تكتسب JustClean الخبرة اللازمة، كان هناك منافسين يظهرون لتقديم خدمات مشابهة بطريقة أو بأخرى، لكن هذا الأمر لا يجده فريق الشركة سلبيًا، بل يرون فيه فرصة للنمو وإثبات قيمة السوق والفرص المتاحة فيه.

بالرغم من ذلك، يرفع عذبي العنزي التحدي مع المنافسين مصرحًا: “قطاع النظافة بجميع خدماته هم منافسين لنا في كل شيء لأننا نعمل في تقديم خدمات متكاملة. لكننا في JustClean نرحب ونؤيد المنافسة والاستثمار في القطاع لأنه يؤكد على وجود فرص فيه وأنه يحقق الإيرادات، وكلما زادت المنافسة فنحن نسعد بذلك”.

ويرى العنزي بأن وجود المنافسين يرفع كذلك من الخبرة الرقمية لقطاع النظافة ويضيف المزيد من الحلول المبتكرة، وهو ما يرفع بدوره من قدرة الشركات على الربح والتوسع، وهذا في النهاية يساهم في جذب أنظار صناديق الاستثمار الجريء بسبب الفرص المتاحة بالسوق.

وبالنسبة لمؤسس JustClean الشريك، فإن التغلب على المنافسين يحتاج توفير الحلول التي تجعل حياة الناس أكثر سلاسة، والتركيز على تقديم الخدمات بتفانِ وجودة عالية لإسعاد العملاء، والتركيز في اكتساب الخبرة التي تساعد على التطور والنمو.

ويؤكد عذبي العنزي أن أرقام الشركة الأخيرة تؤكد سعادة العملاء بخدماتها، فبعد تراجع العمل بسبب وباء كورونا مع بداية 2020 في الوقت الذي كانت فيه الشركة في خضم رحلتها التوسعية السريعة، تراجعت المبيعات في بعض البلدان بسبب ظروف الإغلاق لكن بمجرد عودة الانفتاح تمكنت من تحقيق طلبات خلال شهرين توازي ما حققته قبل إغلاق الوباء.

وعلى سبيل المثال كانت المغاسل تفتح أبوابها 5 ساعات يوميًا في الكويت وهي فترة قصيرة لتقديم خدمات جيدة كما أن الناس لم يكونوا يخرجون كثيرًا وبالتالي تراجع اهتمامهم بغسيل ملابسهم. إلا أن هذا الأمر كان مختلفًا في أسواق أخرى مثل البحرين بسبب وجود فريق توصيل خاص بالشركة على عكس المنافسين ما مكنها من تحقيق زيادة في مبيعاتها وتوجه المستخدمين وأصحاب المغاسل لها، وهو ما استمر بكثافة أعلى بعد رفع قيود الحظر في مختلف الدول.

وقد انعكست قدرة الشركة على توفير حلول مختلفة وارضاء عملائها على أرقامها وتوجه الصناديق الاستثمارية لها، حيث يشير عذبي العنزي إلى وصول الشركة لمرحلة كبيرة من الجاذبية للمستثمرين، ففي كل عام عند فتح أبواب الاستثمارات، يقومون بإغلاق جولاتهم الاستثمارية بكل أريحية وسرعة.

رحلة خاصة بين عذبي ونوري

نادرًا ما نرى شركات ناشئة في الوطن العربية تنشأ على يد أشقاء، إلا أن JustClean كانت من بين هذه الشركات، وربما هذا ما رفع من ساعدها على التماسك والنمو بشكل أكبر لاسيما بسبب العلاقة الخاصة بين عذبي ونوري منذ الصغر استمرارًا لدراستهم في بريطانيا معًا ومن ثم عودتهم لتأسيس الشركة.

يتحدث عذبي العنزي عن هذه الشراكة قائلًا: “كل بيت يختلف عن الآخر وكل عائلة تختلف عن الثانية، لكن علاقتي مع نوري كانت منذ الصغر قوية، ففرق العمر لا يتجاوز السنة، وبسبب علاقتنا المترابطة قمنا بعمل كل شيء معًا حتى ذهبنا للدراسة والعيش في بريطانية والعودة، وهذا ساعدنا بتأسيس الشركة”.

رغم التوافق الكبير والتفاهم بين الأخوين، يرى عذبي أن هناك عديد الاختلافات تظهر بينهما لكنه يصفها “بالخلافات الصحية” كونها تصب في النهاية لصالح الشركة. ويجد كذلك أن الثقة بين الاثنين بسبب علاقتهما ساعدت في الشركة كونهما ينظران لها بنفس الاهتمام والحب لكن من جهات مختلفة.

يتميز نوري بقوته التقنية، فيما يتسم عذبي بقدرته على الإدارة، وهو ما جعلهم يقسمون هذه المهام بينهم بما يتناسب مع كل شخص فيهما، ويعلق عذبي على ذلك قائلًا: “كان سلاح الثقة والأخوة نجاح للشركة”.

لكن هذا النجاح لم يكن مقتصرًا على وجود عذبي ونوري، فيرى عذبي أن وجود الفريق المناسب هو أساس الشركة فلولا وجود أشخاص أكفاء في مناصبهم مثل التمويل ومتابعة الأسعار، ومدير الموارد البشرية لاختيار الأشخاص المناسبين، لما وصلت إلى هذا الحد.

خطط التوسع

توسعت JustClean مؤخرًا لسوق السعودية، لكن رئيسها التنفيذي يقول إنها تحتاج وقت واهتمام أكثر، لذا ستعمل الشركة على التركيز بتقديم خدماتها والتوسع تدريجيًا لتغطية كافة أنحاء المملكة من الخدمات المتوفرة حاليًا والخدمات اللاحقة خلال 2022 و2023 على عكس ما كان يحدث سابقًا مع توسعها إلى دولة جديدة في كل عام كونها تعمل على تغطية كافة مناطق الدولة قبل الانتقال لأخرى، ومن ثم التوجه لمناطق جغرافية جديدة.

ويبدو أن السوق المصرية هي المكان الذي تضعه الشركة نصب عينيها خلال الفترة المقبلة، حيث يتحدث عذبي العنزي عن ذلك: “كمؤسس شركة تحتاج إنك تكبر، ولا يخفى إن أعيننا على مصر وسوقها رغم أننا لم نتخذ قرار بخصوص هذا الأمر بعد، لكن لما لا تكون مصر بعد السعودية؟”

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى