هل فكرت أن تطوير و بناء مراحل ال Branding ، يعني بشكل أو بآخر أنك قطعت شوطاً في تجهيز شركتك للاستثمار الجريء؟
هل تعلم أن الأسئلة التي تحتاج إجاباتها لتطوير البراندنق ، تتشابه مع أسئلة المستثمر الجريء بشكل كبير؟
إذا لم تخطر ببالك هذه الأسئلة، فاقرأ هذا المقال.
المعروف والمتداول أن البراندق هو مفهوم تسويقي بحت، معناه و مفهومه يقتصر على شكل الشعار، والآلوان، و نوع الخط، وشكل الكرت التعريفي بصاحب العمل، وملحقاته من القرطاسية، و المستلزمات المكتبية، والتصميم الداخلي. هذا هو الأمر المعروف لدى غالبية الناس في قطاع الأعمال. لكن المتخصصين في بناء الهويات التجارية يعلمون أن هذا المفهوم يذهب إلى أبعد من ذلك: البراندق هو وسيلة تواصل بين المنظمة وبين المستفيدين سواء كانوا عملاء أو مستثمرين أو موردين أو موظفين، وهم مايطلق عليهم Stakeholders، أي كل المعنيين بهذه المنظمة – أو الشركة الناشئة – بغض النظر عن نوعية العلاقة. هذه الوسيلة التواصلية لاتقوم فقط على ماتم ذكره من شعارات وألوان ( وهي ما نسميها بالهوية البصرية)، بل تمتد إلى القيم والمنافع والمزايا التنافسية التي تقوم شركتك بها. بعبارة أخرى، ما هي الصورة الذهنية التي تتبادر إلى ذهن العميل أو المستثمر أو غيرهم من المعنيين بشركتك، حين يتم ذكر اسمها لديهمم؟
بعد هذه المقدمة المهمة، ماعلاقة البراندنق Branding بالمستثمر الجريء؟
الإجابة، هي أن البرانرنق يقوم على جانبين مهمين، الجانب الأول يُعنى بهدفك من بناء المشروع، والثاني هو طريقة تواصلك مع المعنيين بمشروعك. وكلا الجانبين، لديه تقاطع مهم مع المستثمر.
أولًا: الغاية من بناء المشروع أو الشركة الناشئة “Brand Purpose”
أحد ركائز البراندنق Branding هو الوصول إلى تصور كامل للغاية من بناء مشروعك، فأنت بحاجة إلى أن تسأل نفسك مجموعة أسئلة. إذا استطعت أن تجيب على هذه الأسئلة، فأنت لست فقط قد أتممت شوطاً كبيراً في بناء هويتك، بل قد أجبت على أسئلة يسألها كل مستثمر جريء. إضافة إلى ذلك، فإن تحديد الغاية، سيجعل بناء استراتيجات النمو واضحة، وهذا أيضاً ما سيجلب المستثمرين إلى شركتك.
١- ما الذي دفعك للتفكير في هذا المشروع؟
٢- ما هي الفكرة و التجربة المراد خلقها مع العميل و هل هناك حاجة فعلية لتواجد المشروع ؟
٣- ما هي الحلول التي سيقدمها المشروع لسد هذه الفجوة؟
٤- ماهي السبل المتبعة لخلق تلك التجربة والتي لها الأثر في الإحساس بالقيمة التي يرتكز عليها وجود المشروع و أعني القيمة العاطفية و المعنوية و ليس العملية أو الوظيفية لها؟
٥- ماهي خطة التموضع أو التمركز “Positioning” للشركة و أتحدث هنا عن مركز الشركة في السوق بين من يقدمون نفس المنتج أو الخدمة التي تقدمها؟
تحديد الغاية يتيح لك بناء الإستراتيجيات التسويقية وتحديد كيفية الوصول والتواصل بشكل دقيق كما يساهم في بناء هيكل المشروع و تحديد فرص النمو، وهنا تكتشف هل مشروعك قابل للتطوير والتوسع أم أن عليك إعادة النظر فيما تعمل عليه، حيث أن فرص النمو هي محور الجذب لأسلوب تفكير المستثمر.
شركة اوبر هي مثال حي لتجسيد أهمية الغاية و تقاطعها المباشر مع اسلوب تفكير المستثمرين. فالغاية الأولى من شركة اوبر هي “جعل عملية التنقل سهلة و جديرة بالثقة كسهولة جريان الماء لكل شخص في أي مكان”، غاية محددة و مقاسة و تطبيقية. وبالنظر اليوم لحجم النمو و التوسع لشركة اوبر ، وكم سوق جديد دخلت اليه كإنعكاس لسهولة التوصيل و النقل من نقطة الى أخري، ماهو حجم الاستثمارات؟ كل ذلك، تم بناء على تحقيق الغاية الأولية و التي هي أحد ركائز البراندنق.
ثانيًا: تواصلك مع المعنيين بالشركة Stakeholders
وهي كل علاقة تبنيها مع ال (Stakeholders) و من تتعامل معهم بإسم المشروع و تربطك بهم علاقة أو مصلحة أو اهتمام بما يقدم المشروع من منتجات أو خدمات من عملاء، و مستهلكين ، وشركاء و مزودين للخدمة، و الموظفين أيضًا. هنا أتحدث عن كل خطوة و تعامل يمثل المشروع و الذي له العلاقة في خلق الصورة الذهنية لما تقدم كما يعمل على رفع الوعي بأهمية وجود المشروع و تميزه عن غيره من المشاريع المنافسة. مثلاً، يغفل الكثير أن حرفية أسلوب التواصل يعد عنصر مكمل للنقاط التي قد تجذب المستثمر:
أ- أسلوب التواصل اللغوي و الجسدي مع المستثمر.
ب- طريقة عرضك أو من يمثلك لفكرة المشروع وفهمك لقيمة ما تقدم.
ج- كيفية و طرق الوصول لتحقيق هذه الفكرة والقيمة العائدة منها.
كل هذه الأمور تعكس القيم المعنوية التي تمثلها شركتك. مثال نراه دائماً من واقع شباب الأعمال: أتيحت لك الفرصة للمشاركة في معرض لشباب الأعمال و بتواجد عدد من المستثمرين لدعم المشاريع. هنا نرى الكثير يركز على مظهر الصورة البصرية للتواصل مع الجمهور و التأكيد على أهميتها، و اهمال التركيز على إبراز القيمة والغاية من المشروع.
إن تمكنك من التواصل بشكل احترافي وإيصال القيم التي تقوم عليها شركتك يساهم بشكل مباشر في بناء البراندنق Branding و تحقيق التكامل لهوية مشروعك.