مقالات

هل تبحث عن شريك مؤسس؟ هذه النصائح لتقسيم الحصص بشكل عادل

عندما تبدأ مفاوضاتك مع الفريق المؤسس لمشروعك، عليك أن تعي أهمية اختيارك كون الأشخاص الذين ستجلبهم سيقضون معك أوقاتًا حتى أكثر من عائلتك  في السنوات المقبلة. وبطبيعة الحال، ستحتاج لأن تكون حازمًا في احتياج شركتك الناشئة بالإضافة إلى حاجتك لبناء الثقة وخلق قيمة لكل عضو في الفريق المؤسس. وهذا ما سوف يتناوله المقال.

  • ألقِ نظرة على كامل الصورة

قبل كل شيء، ارجع خطوة للخلف لإلقاء نظرة شاملة على مشروعك وتقييمه، فأحد أهم العوامل المؤثرة في اختيارك هو تحديد المرحلة التي يمر بها المشروع؛ وعليك سؤال نفسك أسئلة مثل: هل المشروع مجرد نموذج أولي في بدايته؟ هل لديك التمويل؟ أم أن بعض العملاء بدأ فعلًا باستخدام منتجك ومشروعك الآن جاهز للتوسع؟

فغالبًا عندما تفكر بجلب شريك مؤسس جديد، فهذا يعني حاجتك لإضافة شيء ما مثل المهارات غير المتوفرة لديك أو العلاقات وغيرها من الأمور المساعدة في نقل الشركة لمرحلة جديدة، لذا قيّم المسافة بينك وبين النقطة التي ترغب بالوصول إليها وضع في اعتبارك أن ما سيحصل عليه شركائك مرتبط بهذه النقطة؛ فعلى سبيل المثال عندما تكون الخطة هي استقطاب شريك مؤسس للمساعدة في الحصول على جولة استثمارية (Series A)، فهذا يعني أنك بحاجة للوصول إلى عدد مستخدمين معين وتحقيق مؤشرات أداء جاذبة تساعدك في الحصول على الاستثمار. بالتالي، كلما كنت بعيدًا عن تحقيق هذه الأرقام فهذا يعني أنك وفريقك بحاجة إلى العمل أكثر، لذا ضع ذلك في عين الاعتبار.

بعدها، عليك التفكير في المهارات والخبرات والعلاقات التي تحتاجها من وجود الشريك المؤسس، والتي من المفترض أن تضع شركتك الناشئة على الطريق الصحيح. كلما كنت بحاجة لمهارات وخبرات أكبر، كلما زادت احتمالية منح الشركاء الجدد حصص أكبر.

وهنا عليك التفكير بنقطة مهمة مع وضعك في الاعتبار المخاطر المتعلقة بشركتك: القطاع الذي تستهدف والظروف الاقتصادية المحلية والعالمية، والبيئة الاجتماعية، وغيرها من الأمور؛ هل تساعدك هذه الأمور بعرض حصص أقل أو أكثر على الفريق المؤسس؟

دون جميع هذه الإجابات ليكون أمامك قائمة من الاعتبارات الواجب أخذها بالحسبان عندما تكون جاهزًا لتوزيع الحصص على الفريق المؤسس.

  • حدد الحد الأدنى من الشروط المقبولة

بعد تقييم حالة شركتك وفهمها، عليك التوجه نحو الخطوة التالية؛ وهي تحديد الحد الأدنى من الشروط المقبولة بالنسبة لك كمؤسس. فما هو الحد الأدنى الذي يمكنك الحفاظ عليه دون التأثير على حماسك واهتمامك بالشركة على المدى البعيد؟

سيكون من المغري كونك المؤسس أن يكون الحد المرغوب بالاستغناء عنه قليل، لكن عند التفكير بهذه النقطة عليك الرجوع قليلًا للخلف وتذكّر سبب جلبك للشريك أو الشركاء المؤسسين: تحتاج إلى أشخاص يغطون نواقص لديك في المهارات والعلاقات، فماهي خياراتك البديلة؟

عليك وضع نقطة مهمة في حسابك؛ 15% من حصص مشروع ناجح أفضل بكثير من 85% لمشروع غير ناجح، لذلك كلما كان مشروعك أكثر قدرة على النجاح يكون لديك فرصة لمنح حصص أقل. ولا تنسِ أنك ستستغني عن المزيد من الحصص للمستثمرين في المستقبل، ضمّن ذلك في حساباتك.

بعد التفكير في النقاط السابقة، حدد نقطة الحد الأدنى للحصص التي ترغب في الحفاظ عليها؛ تلك التي أنت مستعد لمنحها للشركاء والمستثمرين. اكتب ملاحظاتك واحفظها لنفسك فالهدف منها مساعدتك على تحديد موقفك أثناء التفاوض واتخاذ القرار المناسب لك.

  • وسّع خياراتك

معرفة احتياجات مشروعك أو شركتك الناشئة سيساعدك كثيرًا في تحديد خياراتك والبدلاء المناسبين. فإذا لم ينجح الأمر مع الخيار الأول، سيكون من السهل معرفة الخيار التالي لجلبه كشريك مؤسس. لذلك، عند وضع أحد الخيارات نصب عينيك يلزم التفكير باحتمالات عدم التوافق، وبالتالي هل لديك خيارات أخرى؟ في هذه الحالة كلما كانت خياراتك أقوى وأكثر سيكون موقفك أفضل بالتفاوض، لأن الخيار الثاني لن يقل كثيرًا عن الأول.

قد تعتقد أنك تستطيع تأجيل التفكير بالخيار التالي حتى انتهاء المفاوضات مع الخيار الأول، لكن  صدقني أنت بحاجة لوضع خيارات بديلة مبكرًا قبل بدء التفاوض مع الخيار الأول.

مثلما قيمت وحددت أفضل خياراتك، عليك تقييم خيارات ودوافع من ترغب بجلبهم؛ مثلًا هل يسعون خلف خيارات أخرى أم شركتك فقط؟ هل سيتوجهون بسرعة لشركات ناشئة أخرى عندما تطرأ الفرصة؟ هل يمكنك منحهم قيمة فريدة لا يمكن لغيرك تقديمها؟ تقديم عروض تتوائم وتطلعات شركائك المحتملين يضمن لك تنافسيتها.

  • وزع الحصص بناء على القيمة المضافة المتوقعة من كل شريك مؤسس

حدد المهارات والخبرات والعلاقات وما بإمكان كل مؤسس تقديمه، ومن ثم قيم كل هذه الجوانب وحدد القيمة المضافة الممكن الحصول عليها من كل منهم لمساعدتك في تحديد الحصة الواجب عرضها.

هناك أداة مميزة لتقييم المساهمة المتوقعة من كل مؤسس تسمى حاسبة حصص الشركاء المؤسسين (Co-founder Equity Calculator)، لكن عليك الانتباه أن الأداة لا يمكن استخدامها بشكل مستقل كما يتحدث مطورها. تقوم الأداة باقتراح حصص الشركاء بناء على الجهد والعمل الذي سيقوم به كل منهم، وهنا يجب مراعاة أن بعض الشركاء ستشمل مساهمتهم على ضخ المال في المشروع كمساهمة إضافية منهم.

نقطة أخرى يجب النظر لها تتمحور حول معرفتك السابقة بالأشخاص الذين تستهدف استقطابهم؛ هل عملت معهم مسبقًا؟ إذا كان الجواب نعم فما هي المدة وطبيعة العلاقة؟ وذلك لأنه كلما كانت علاقة العمل السابقة أطول خاصة في أعمال مماثلة، كلما قلت المخاطر التي ستتعرض لها.

وإذا كنت تحب العمل من خلال جداول البيانات، ضمّن هذه العوامل في جدولك واستخدمها لتحديد حصة كل شريك بنسب مئوية أو مقياس آخر، وفي النهاية سيكون لديك فكرة عامة عن الطريقة الأفضل لتقسيم الحصص بينهم. وتذكر أن هذه الخطوة مجرد نقطة بداية من أجل المفاوضات لكنها ستساعدك بتحديد ما ستقدمه بناء على البيانات المتوفرة.

  • ضع استراتيجية لحماية شركتك

وهنا المقصد حمايتها من الظروف غير المتوقعة والطارئة التي ربما تشهد خلالها خلافًا مع واحد أو أكثر من المؤسسين الشركاء، وهذا لا يعني إبقاء حصص شركتك بدون تغيير، لكن هناك طرق مختلفة واستراتيجيات فعالة لتوزيع الحصص بين المؤسسين في حالات مشابهة.

وإذا كنت قد عملت مسبقًا مع الشركاء الذين ترغب بجلبهم في بيئة مشابهة، فبإمكانك تحديد كيفية تقسيم حصص الشركة مسبقًا مع الالتزام بفترة استحقاق تبلغ 4 سنوات دون توزيع أي حصص في العام الأول.

أما إذا كانت لديك بعض التحفظات حول المؤسسين، فيمكنك الاتفاق على منحهم حصصًا بناء على مستهدفات معينة في المستقبل. كما يمكنك تأجيل تقسيم الحصص أو توزيعها بناء على ما قدمه كل مؤسس في حالة وجود شكوك حول الفريق المؤسس؛ لكن عليك استخدام هذه الطريقة بحذر، فربما ستنجح معك في حال كنت قد استخدمتها سابقًا أو كان لديك مستشارًا يمكنه مساعدتك في هذا الشأن.

  • خذ وقتًا كافيًا قبل التفاوض.

لتحقيق فائدة للجميع على حد سواء، عليك إنشاء قائمة تحوي جميع الأمور الممكن التفاوض عليها مع الفريق المؤسس. تحدث إليهم بانفتاح واستمع بشكل جيد، فحصص الشركة هي الكعكه التي يسعى كل شخص لأخذ نصيبه منها.

وتذكر أن توزيع الحصص كثيرًا ما يكون مثيرًا للجدل بسبب أهميته لكل الأطراف، فهناك أشياء مهمة في نظر الشريك المؤسس ربما لا تكون مهمة لك مثل الحصول على المرونة في العمل أو الرغبة في  اكتساب الخبرة في العمل كشريك مؤسس في شركة ناشئة ، لذا من المهم معرفة مثل هذه الأمور لمساعدتك على منحهم حصص أقل مقابل جزئيات إضافية يمكنهم اكتسابها بالانضمام لك.

هذه النقاط التي قمت للتو بتحليها ستحدد الأطر الرئيسية لعقدك مع الشريك المؤسس. خلال المفاوضات، قد تراجع هذه المحددات مع الشريك المؤسس واحدة تلو الأخرى، إلا أن ذلك من شأنه إطالة أمد المفاوضات، وينتج عنها اتفاق غير فعال.

المقال الأصلي كتبته بالإنجليزية Rohini Acharya

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى