تشير الإحصائيات إلى أن نسبة نجاح رواد الأعمال الذين يطلقون مشاريعهم لأول مرة تبلغ 18% فقط. وفي ظل سعي الشركات الناشئة لتجنب الفشل، يعتمد الكثير منها على التغذية الراجعة من العملاء. إلا أن التركيز المفرط على هذا الجانب قد يبتعد بالشركات عن رؤيتها الأساسية في السنوات الأولى.
أهمية التحقق من الفكرة
قبل الاستثمار في أي فكرة، يجب على رواد الأعمال التحقق من جدواها من خلال اختبارات ميدانية. من أبرز هذه الأساليب اختبار Painted Door Test، والذي يسمح للشركات بقياس مدى اهتمام المستخدمين بميزة جديدة عبر تقديم نموذج أولي (MVP) دون تطويرها بالكامل.
هذا الأسلوب يمنح الشركات القدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة حول الاستثمارات المستقبلية في المنتجات، مستندة إلى بيانات حقيقية من العملاء. كما أن طريقة التحقق من الأفكار التي تعتمد على الأسئلة المفتوحة تسهم في الحصول على ردود فعل أكثر عمقًا وشمولية، مما يعزز من فرص نجاح الفكرة.
البحث المبكّر عن الاستثمارات
وفقًا لبيانات AngelList، فإن احتمال وصول الشركات الناشئة المدعومة بالاستثمارات الجريئة إلى تقييم مليار دولار لا يتجاوز 2.5%. لذا، يُنصح بالبدء في البحث عن استثمارات في وقت مبكر لتأمين فرص النمو والتوسع.
ويُفضّل بناء علاقات قوية مع المستثمرين المحتملين عبر تقديم تطورات المشروع بانتظام، مما يتيح للشركات كسب ثقة المستثمرين دون الحاجة لطلب التمويل المباشر في البداية. هذه الطريقة تضمن استقطاب عروض استثمارية متعددة عندما تكون الشركة جاهزة لجولة استثمارية جديدة.
المهمة والقيم كأساس للنجاح
تعد مهمة الشركة وقيمها أدوات توجيهية تساعد في الحفاظ على تركيزها والتطور دون فقدان الهوية المؤسسية. فعلى سبيل المثال، ساعدت مهمة نتفليكس المتمثلة في “ترفيه العالم” على توجيه استراتيجيتها من خدمة تأجير أقراص DVD إلى بث المحتوى الرقمي، دون فقدان هدفها الأساسي.
لهذا، ينبغي على كل شركة تحديد مهمتها بوضوح وضمان اتساق جميع قراراتها معها. كما أن التواصل الواضح والمستمر حول القيم والمهمة داخل الشركة يساعد في توجيه الموظفين وتوحيد جهودهم نحو تحقيق أهداف الشركة.
بناء فريق متعدد المهارات
تشكيل فريق عمل يملك خبرات متنوعة يتيح للشركة التعامل مع المشاكل من زوايا مختلفة. إلى جانب المهارات الفنية، يجب أن يتمتع أعضاء الفريق بقدرات مثل المرونة وحل المشاكل بطرق مبتكرة.
يمكن للفريق إحداث فارق كبير في الظروف الصعبة.
المرونة مع تغيّر الظروف
في عالم الشركات الناشئة، من الضروري وجود خطة واضحة، ولكن من المهم أيضًا أن تتحلى الشركات بالمرونة للتكيف مع الظروف المتغيرة والمعلومات الجديدة.
يُعد إطار الأهداف والنتائج الرئيسية (OKR) من الأدوات الفعالة التي تساعد الشركات على تحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس، وتحديد النتائج التي توضح مدى التقدم نحو تحقيق هذه الأهداف.
التوازن بين رؤية الشركة وردود أفعال المستخدمين
بالرغم من أهمية ردود أفعال العملاء، يجب على الشركات ألا تفقد رؤيتها الأساسية لصالح تلبية جميع مطالب العملاء. التركيز الزائد على التحسينات الجزئية قد يؤدي إلى تشتيت الشركة عن هدفها الرئيسي.
بدلاً من ذلك، يجب أن تعمل التغذية الراجعة كأداة توجيهية تساعد في تطوير المنتجات، دون التأثير على الهوية الأساسية للمشروع.
بالتركيز على هذه النصائح، يمكن للشركات الناشئة تعزيز فرص نجاحها وتحقيق استدامة طويلة الأمد.