من المعروف أن المستثمر الجريء لايستثمر في الشركات غير التقنية. والمقصود هنا هي الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعمل في مجالات الأعمال التقليدية كالتجزئة أو الأطعمة والمشروبات وغيرها من الأنشطة المختلفة التي تسمى Bricks and Mortar. هذه النشاطات تتميز بنمو أقل بكثير مما يطلبه المستثمر الجريء، إضافة إلى أمور أخرى كالقدرة على التوسع السريع.
لكن هل يعني هذا أن كل شركة تقنية تصلح للمستثمرين الجريئين؟ الجواب لا.
هناك تصور خاطئ عن أن المستثمر الجريء يبحث عن أي شركة تعمل في مجال التقنية، بغض النظر عن ماهية وكيفية عمل هذه الشركات. في هذا المقال نتناول ثلاث أنواع من الشركات التقنية يتحاشى المستثمر الجريء الدخول بها.
شركات التطوير أو Dev Houses أو Service Companies
وهي الشركات العاملة في المجال التقني والتي تقوم بتطوير إما تطبيقات أو تقدم خدمات تقنية ( حماية، دعم فني .. إلخ ) لشركات أو جهات حكومية أخرى. هذه الشركات منتشرة بشكل كبير ولها نموذج عمل معين يقوم على تقديم (خدمات) تقنية بناء على عقود لمرة واحدة ، وليس بيع ( منتج ) أو (خدمة ) بشكل مستمر. هناك نوع أخر أيضاً يقوم نموذج عمله على تقديم خدمة تقنية واحدة.
لاتصلح للمستثمر الجريء بسبب:
- النمو بطيء بسبب إجراءات الفوز بالمناقصات.
- الحاجة لوجود عدد كبير من الموظفين.
- أحياناً، مشاكل في تحصيل إيرادات العقود.
الحل
لايوجد طريقة لإعادة هيكلة هذه الشركات لتصبح جذابة للمستثمرين الجريئين. لذا فإن تمويل هذا النوع يقوم عادة على الحصول على تمويلات بنكية أو استثمارات ملكية خاصة Private Equity.
شركات التطبيقات غير المتجانسة
وهي الشركات التي تملك أكثر من منتج تقني لايوجد بينها تجانس واضح. مثل أن تقوم الشركة بتطوير تطبيق طلبات مطاعم وتطبيق بيع تجزئة وتطبيق غسيل سيارات. هذه التطبيقات تكون مملوكة بالكامل لشركة واحدة ويقوم على إدارتها فريق إدارة عليا واحد.
لاتصلح للمستثمر الجريء بسبب:
- صعوبة تقييم الاستثمار بسبب اختلاف الأسواق ونماذج الأعمال لكل تطبيق.
- أحيانا يكون المستثمر مهتم بتطبيق معين ولايرغب بتمويل التطبيقات الأخرى.
- تشتت جهود إدارة الشركة بين نشاطات مختلفة.
الحل
قد تنجح هذه الشركات بجذب المستثمر الجريء إذا قامت بفصل كل تطبيق ووضعه تحت شركة مستقلة ثم دعوة المستثمرين للاستثمار في كل تطبيق على حده. لكن التحدي هنا هو في عدم تفرغ المؤسسين لتطبيق بعينه.
شركات تحتاج تمويل الرأسمالي Capex Intensive
وهي الشركات التي يكون نشاطها الأساسي تقني، ولكن لتسيير أعمالها تحتاج إلى القيام بنشاطات غير تقنية مثل أن تكون أنشطة عقارية أو أنشطة تحتاج لاستثمارات رأسمالية كبيرة. مثل أن تكون شركة توصيل طلبات ولكن نموذج عملها يقوم على تملك السيارات. المستثمر لايميل لها، لأن المستثمرين يرغبون غالبا بشركات بنماذج أعمال Asset Light أو ذات أصول ملموسة قليلة.
لاتصلح للمستثمر الجريء بسبب:
- تمويل النفقات الرأسمالية مثل السيارات والعقار يحد من النمو السريع.
- الحاجة لتمويل ضخم لتغطية النفقات الرأسمالية.
الحل
هناك نوعية من المستثمرين الجريئين قد يتغاضى عن الجانب الرأسمالي إذا كان النمو عالي جدا. لكن النصيحة هي أن تقوم الشركة بفصل النشاط الرأسمالي عن النشاط التقني، ثم دعوة المستثمرين لكل شركة على حدة. فهناك نوعية من المستثمرين التقليديين لديهم الاستعداد للاستثمار في النشاطات الرأسمالية بعوائد أقل وثابتة، مقابل الأمان في الاستثمار.