تشهد استثمارات التقنية الصحية تزايدًا ملحوظًا في أنحاء العالم كافة ومنطقة الخليج العربي خاصة، تأتي في ظل دعم وتحفيز حكومي للاستثمار في القطاع وإقبال مرتفع على توظيف التقنيات وسبل الربط بين أفرعه المتعددة؛ وخصوصًا عقب دخول العالم في دوامة جائحة كورونا وسعيه لاستثمار الدروس المستفادة والاستعداد لأي وباء مستقبلي.
ووفق التوقعات المعلنة في قمة ومؤتمر الطب الدقيق الذي أقيم في دبي؛ فأن سوق التقنيات الصحية في دول مجلس التعاون الخليجي سيشهد نموًا في استثمارات البنية التحتية الرقمية خلال الفترة القادمة بفارق واضح عن الأعوام السابقة، حيث تشير الاستطلاعات إلى نمو الاستثمار في القطاع من 0.5 مليار دولار أمريكي إلى 1.2 مليار دولار أمريكي خلال العامين المقبلين.
أي ما يعني زيادة تتراوح من 10% – 20% مقارنة بالعامين السابقين اللذين شهدا ارتفاع في الاستثمار بين 3% – 4% على أساس سنوي. لذا يمكننا القول أن الاستثمارات في قطاع التقنية الصحية وما يضمه من منصات الرعاية والتأمين الصحي وفروع كل منها وشركاته الناشئة؛ يجعل من المنطقة فرصة حقيقة للتوسع والنمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي نفس السياق كانت قد أشارت منصة Dealroom.co أنه ومنذ 2016 حقق قطاع التقنية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموًا عموديًا هو الأعلى في إجمالي قيمة الشركات الناشئة في القطاع، مشكلًا منظومة تصل قيمتها
إلى مليارات الدولارات اليوم.
وتقدر قيمة شركات التقنية الصحية الناشئة في المنطقة اليوم بـ 1.5 مليار دولار أمريكي؛ أي ما يعادل زيادة في قيمتها بمقدار 22 ضعفًا عما كانت عليه في عام 2016، حيث تلقت هذه الشركات استثمارات جريئة بأكثر من 200 مليون دولار أمريكي منذ ذلك الحين.
وتماشيًا مع هذه التوقعات فإن فروع التقنية الصحية من نظم العلاج الرقمي ومعاينة المرضى عن بعد بالإضافة لتوظيف أدوات الذكاء الاصطناعي؛ ستكون محط اهتمام ومحاور رئيسة للاستثمار وخصوصًا في المستشفيات والمراكز الصحية في المنطقة.
شركات التقنية الصحية الناشئة بالمنطقة تستقطب أنظار المستثمرين من حول العالم
شهدت شركات التقنية الصحية الناشئة في المنطقة العربية ككل نقلة في توجهات المستثمرين؛ حيث تمكنت منصة الطبي من إغلاق جولة استثمارية قدرها 44 مليون دولار أمريكي كأكبر جولة في هذا القطاع بالمنطقة؛ وأغلقت Eon Dental الأردنية جولة بقيمة 26 مليون دولار أمريكي.
فيما سبقها شركات مثل HealTec السعودية بإغلاق جولتها الاستثمارية، وكذلك Bypa-ss المصرية ونظيرتها استشارة، بجانب منصات مثل STEPPI الإماراتية، وكيورا السعودية التي جمعت 15 مليون ريال سعودي، وغيرها من الشركات الناشئة في هذا القطاع المزدهر الذي تشير أرقامه الحالية وكذلك توقعات النمو المستقبلية فيه إلى قدرته على احتضان المزيد من الشركات في ظل تعطش السوق؛ مما يعني ستكون هناك شركات تقنية صحية ناشئة جديدة تهدف لسد الفجوات من خلال تنوع اختصاصاتها لتكوين منظومة متكاملة ستساهم في جذب المزيد من الاستثمارات للقطاع والمنطقة وتغلق جولات استثمارية قياسية جديدة.
