مقالات

مؤسس موقع الطبي جليل اللبدي يتحدث عن قطاع تقنيات الرعاية الصحية والطبية

ارتفع الاقبال على منصات الرعاية الصحية والطبية خلال السنوات الماضية، وشكلت جائحة كورونا تحولًا كبيرًا في التوجه نحو مثل هذه المنصات لا سيما في المنطقة العربية، حيث وصل في عام 2020 إلى 2.78 مليار دولار أمريكي ووصل في عام 2021 إلى 3.4 مليار دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يستمر القطاع بالنمو ليصل 9.8 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2026 بنمو سنوي قدره 23%.

يتحدث لنا جليل اللبدي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمنصة الطبي، للحديث عن التحولات الأخيرة في السوق ودور منصته في رقمنة قطاع الرعاية الصحية والطبية في المنطقة.

سوق كبير وتحديات تعمل الطبي على حلها

تشير الأرقام إلى سوق عالمي واعد، وتمتلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نسبة متزايدة في السوق العالمي، لذا تعمل منصة الطبي على الاستفادة من هذا التوجه وتحسين الخدمات التي تقدمها ودخول مجالات أعمال جديدة لمواصلة ريادتها كأكبر منصة في القطاع بالعالم العربي وفقًا لمؤسسها.

يقول جليل اللبدي حول ذلك: “يعد موقع الطبي أكبر منصة في مجال الصحة الرقمية في العالم العربي بشكل فعلي، باحتوائه أكثر من مليوني صفحة من المحتوى الطبي ودخول 20 مليون مستخدم شهريًا لها. ومع استمرار نمو رقمنة قطاع الرعاية الصحية بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإننا نبحث دائمًا عن طرق لتحسين خدماتنا الحالية والدخول في مجالات أعمال جديدة لمواصلة تقديم أفضل تجربة لمستخدمينا، وتوسيع مدى وصول عروضنا الرائدة في السوق”.

وقد تمكنت الطبي خلال الشهور الماضية من الحصول على استثمارات بقيمة 44 مليون دولار أمريكي في جولة استثمارية هي الأكبر من نوعها بهذا القطاع في المنطقة العربية، وهو ما سيساعدها على التوسع في تقديم خدمات إضافية.

ويعلق اللبدي على هذه الخطوات، قائلًا: “استخدمنا عائدات التمويل الأخير، البالغ 44 مليون دولار أمريكي، في التوسع بالمملكة العربية السعودية ومصر وتوسيع خدمات منصتنا لتشمل خدمات الصيدليات الإلكترونية والتشخيص عن بعد. وقد كان هذا التمويل هو أكبر الجولات الاستثمارية الفردية لشركة تعمل في مجال تقنيات الرعاية الصحية والطبية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

ويضيف: “كما أن عدم وجود شركة أخرى في المنطقة تقدم مجموعة كاملة من خدمات الرعاية الصحية الرقمية الشاملة يجعلنا في وضع جيد لمواصلة ترسيخ ريادتنا مع توسيع نطاق وصولنا عبر العالم العربي.

سوق الخليج مركز رئيس للتوسع

يتوقع نمو قطاع التقنية الصحية في الخليج من 0.5 مليار دولار أمريكي إلى 1.2 مليار دولار أمريكي خلال العامين المقبلين، ما يؤكد على ضرورة وجود منصات مختصة في هذا القطاع ومن بينها الطبي، التي تسعى للعب دور البطولة خلال الفترة القادمة وفقًا لما تحدث به جليل اللبدي.

يتحدث اللبدي عن النمو الكبير في السوق خلال الفترة الماضية بقوله: “شهدنا قفزة هائلة نحو زيادة قبول الخدمات الصحية الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إثر تسليط وباء كورونا الضوء على الفرص العظيمة التي يمكن أن توفرها الرعاية الصحية الرقمية، مما دفع النمو السريع لهذا القطاع بشكل عام. ويعكس هذا النمو في منطقة الشرق الأوسط نمو سوق الصحة الرقمية العالمي، الذي تجاوز حجمه 142 مليار دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة أكثر من 17٪ سنويًا حتى عام 2027”.

ويكمل حديثه حول الدور الذي تعمل منصة الطبي على لعبه: “يهدف موقع الطبي إلى أن يكون مساهمًا رئيسيًا في نمو قطاع الصحة الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال الاستمرار بالاستثمار في تطوير تقنيات مبتكرة مثل الذكاء الاصطناعي وتقنيات التعلم الآلي لمساعدة الأطباء على تقديم التشخيص بشكل أكثر دقة، بالإضافة إلى تقديم الإحالات والوصفات الطبية لمزيد من المرضى في جميع أنحاء المنطقة”.

ويؤكد اللبدي حديثه بالأرقام: “أجرى موقع الطبي حتى الآن أكثر من 4.5 مليون استشارة طبية عن بعد، مع وصول 20 مليون زائر شهريًا للمنصة. ونهدف إلى مواصلة توسيع نطاق تأثيرنا في جميع أنحاء المنطقة كجزء من مهمتنا في إيصال الرعاية الصحية إلى أكبر عدد ممكن من الناس”.

أرقام كبيرة بعد معاناة في دخول القطاع

منذ تأسيسها، نجحت الطبي بجمع 52.5 مليون دولار أمريكي خلال جولاتها الاستثمارية المختلفة، كان معظمها قبل أشهر قليلة عندما جمعت 44 مليون دولار أمريكي رغم انطلاق المنصة عام 2011 – ما يعني أن القبول لهذا النوع من المنصات لم يكن كبيرًا في البداية خاصة لدى الجهات المعنية والمستثمرين.

وبهذا الصدد يقول اللبدي: “عندما أطلقنا خدمات الرعاية الصحية الأولية عن بعد لأول مرة، كانت هي المرة الأولى في المنطقة. وقد تحدثنا إلى شركات التأمين، والجهات التنظيمية، والمسؤولين الحكوميين، والمستثمرين الذين كانوا لا يعطون قيمة كبيرة لتطلعاتنا مما كان يجبرنا على المغادرة. وقد كان التحدي الأكبر لنا هو رفع مستوى الوعي حول فوائد الخدمات الصحية الرقمية بين المستثمرين وغيرهم.

وتعد أحد الدروس الكبيرة التي تعلمتها هو الإيمان بما كنت أفعله، وقد أجريت بحثي، وكان فريقي مقتنعًا بأننا نحل مشكلة من خلال خدماتنا. وقد ثبت صمودنا خلال وباء كورونا في النهاية أننا على حق”.

ويردف قائلًا: “يمكن أن يكون جذب الاستثمار إلى الرعاية الصحية اختبارًا حقيقيًا لأن المنافسة شديدة. وقد ساعد تجميع دراسة جدوى المشروع، والأسباب المنطقية للبدء فيه في اجتذاب أعلى استثمار للصحة الرقمية في المنطقة حتى الآن، مما يمنحني الثقة في أن منصة الطبي تقدم ما يريده الناس وما يتطلبه السوق”.

الخدمات المتعددة العامل الأهم بنمو الطبي

يقول جليل اللبدي، مؤسس الطبي، إن المنصة هي الأكبر في قطاع الصحية الرقمية عربيًا والوحيدة التي تقدم خدمات كاملة عبر رحلة المريض العلاجية بأكملها، بدءًا من المحتوى الطبي الذي يقدم معلومات مفيدة، وصولًا إلى الرعاية الأولية والرعاية الصحية عن بعد. كما تقدم الآن خدمات توصيل الأدوية والتشخيص عن بعد. ويوفر نموذج الرعاية المتكامل لديها رحلة سلسة من المحتوى إلى الاستشارة إلى العلاج، مما يسهل حياة المستخدم ويجعل الرعاية الصحية في متناول الجميع.

يضيف بقوله: “نسعى في منصتنا إلى تتبع رحلة المريض بشكل فعلي، والحصول على البيانات والمعلومات الضرورية عنه حتى نتمكن من تقديم خدمات صحية أفضل بتكلفة معقولة لعدد أكبر من الناس. ونسعى في الطبي إلى تحقيق التكامل بين تجربة المستخدم والبيانات الصحية، مما سيجعل جودة الرعاية أعلى وتكلفتها أرخص في النهاية”.

وسعيًا منها بتوفير خدماتها بأفضل شكل، فإن الطبي تهدف لتكوين شراكات ذات طابع خاص لإيصال رعاية صحية عالية الجودة وبأسعار معقولة إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص في جميع أنحاء المنطقة. وتفتخر المنصة بإقامتها شراكات حكومية رئيسية في الأردن ومصر، خاصة خلال جائحة كوفيد-19 عندما تمكنت من فتح الوصول إلى الرعاية الصحية للملايين وتخفيف الضغط على أنظمة الرعاية الصحية الوطنية.

وقد اشتركت الطبي في وقت سابق من هذا العام مع الحكومة المصرية في إطلاق مشروع بلازما الدم الوطني؛ حيث تعزز هذه المبادرة الشراكة مع الحكومتين المصرية والأردنية لتقديم خدمات الرعاية الصحية عن بعد من خلال الخطوط الساخنة الوطنية الخاصة بفيروس كورونا.

ويعقب اللبدي حول هذه الشراكات: “نتطلع أيضًا إلى بناء شراكات قوية مع المنظمات الطبية المرموقة دوليًا. وقد أطلقنا في أكتوبر 2021 أكاديمية الطبي الطبية التي تهدف إلى تعزيز الرعاية الصيدلية الافتراضية. وتعد جميع الدورات التي نعقدها معتمدة من الكلية الملكية للأطباء العامين في المملكة المتحدة، ويتم تقديمها من خلال شراكة مع شركة الرعاية الأولية الدولية (Primary Care International)”.

على الجانب الأخر، تعمل الطبي على تطوير تقنياتها لتقديم إفادة أكبر بأسعار معقولة من خلال تحليل بيانات المستخدمين وفقًا لحديث اللبدي، حيث يساعد تحليل البيانات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحديد الطريقة الأفضل للوصول للمرضى أيضًا.

يقول جليل اللبدي: “نحن نؤمن في الطبي أن معرفة عملائنا يعد جزءًا مهمًا من قدرتنا على تصميم الخدمات بشكل يلبي طلبات المريض المتنامية باستمرار. وقد وجدنا أن الرقمنة تضمن قدرتنا على جمع بيانات مفيدة بسرعة حتى نكون أسرع استجابة وأكثر دقة في ردودنا.

ويساعدنا استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في تطبيق تحليل عميق لبيانات مستخدمي منصتنا لتحديد مكان تقديم دعم الرعاية الصحية وأفضل طريقة للوصول إلى المرضى. وتستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي المتطورة لدينا هذه البيانات لتوفير رعاية أكثر تخصيصاً بأسعار معقولة، وبوتيرة أسرع مع فرص أقل للخطأ”.

نمو قطاع الصحة النفسية

يصاحب مصطلح الصحة النفسية الكثير من النفور بمجرد الحديث عنه خاصة في المنطقة العربية، لكن الفترة الأخيرة شهدت زيادة في الوعي حول أهمية الصحة النفسية، وربما ساعدت منصات الرعاية الصحية والنفسية في هذا الجانب بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية خاصة بعد جائحة كورونا، وذلك بسبب الخصوصية التي توفرها وسهولة الوصول إلى الأخصائي أو الاستشاري المناسب.

ويتفق اللبدي مع هذا الأمر، حيث قال” “شهدت منصة الطبي زيادة بنسبة 270.4٪ في مشاهدات صفحات المحتوى المتعلق بعلم النفس منذ العام الماضي، كما زاد نمو الاستشارات النفسية عبر الإنترنت بنسبة 13٪ في عام 2021. وتشمل هذه الاستشارات استشارات اكتشاف وعلاج الاكتئاب (مع زيادة بنسبة 70٪)، واستشارات القلق (مع زيادة بنسبة 36٪)، واستشارات الكوابيس (مع زيادة بنسبة أكثر من 29٪)، واستشارات العوامل النفسية والسلوكية المرتبطة بأمراض أو اضطرابات أخرى (بنسبة تزيد عن 81٪)”.

يكمل حديثه: “تعمل المنصات الرقمية مثل الطبي على تحسين الوصول إلى دعم الصحة النفسية للناس في جميع أنحاء المنطقة العربية، سواء كان ذلك بفضل سهولة التحدث إلى خبير طبي أثناء تواجد المريض في منزله، أو في حال كان المريض يعيش في مكان بعيد مع محدودية وصوله إلى خدمات الدعم النفسي”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى