يبحث غالبية أصحاب المشاريع والشركات الناشئة عن مستثمرين، لذا ربما يبدو عنوان المقال غريبًا بعض الشيء لأنه لا يوحي بوجود مستثمرين فقط بل بالمفاضلة بينهم. فهل هذا ممكن؟ الحقيقة أن المشروع والمستثمر عبارة عن جهتين متكاملتين، فليس كل مشروع مناسب للمستثمر وليس كل مستثمر مناسب لمشروعك.
يوفر المستثمر المناسب العديد من الإضافات للمشروع ولا يقتصر على دعمه ماليًا، فشبكة العلاقات مهمة والإيمان بالمشروع مهم ونجاحاته مع المشاريع والشركات التي استثمر بها سابقًا مهم.
وهذا ما يأخذنا للحديث عن نقطة مهمة، وهي أن النظر للتمويل فقط واختيار المستثمر غير المناسب من شأنه التأثير على سير المشروع أو الشركة الناشئة سلبيًا وعكس المرغوب، ولتجنب ذلك فإن هناك 5 أسئلة أساسية يتوجب النظر فيها حول المستثمر، فما هي؟
-
هل تتوافق الرؤى؟
نمو الأعمال يحتاج توافق بين الرؤى والقيمة التي يرغب المشاركين في المشروع بتقديمها، فخلال رحلة الشركة ستكون هناك تحديات كثيرة تتطلب اتخاذ قرارات مختلفة، فهل ستتوافق هذه الرؤى معًا وهل سيثق المستثمر بقرارات الفريق ويدعمه أم هل سيتخلى عنه؟ فإذا لم تحظى الشركة بدعم جميع المساهمين، ستتعرض غالبًا لصدمات ربما تهدد مسيرتها.
-
هل شخصية المستثمر وثقافته ملائمة لمشروعي؟
ينفرد كل مستثمر بطريقة اختياره وسياسته واهتماماته واستراتيجياته، فعلى سبيل المثال؛ إذا كانت الشركة تحتاج وقت أطول لتحقيق أهدافها وكان المستثمر من الباحثين عن نتائج سريعة وصبره سريع النفاذ، فإن عدم تحقيق نتائج سريعة سينتهي بمناوشات واختلافات تؤثر سلبًا على سير عمل الشركة خاصة لو كان المستثمر قد انضم لمجلس الإدارة، لأنه سيبدأ معها بالمطالبة بتحقيق نتائج سريعة وبالتالي التأثير على خطط الشركة على المدى القريب، ما يعني تأثرها على المستوى البعيد.
-
هل أجريت بحثًا كافيًا عن المستثمر؟
يصعب على العديد من مؤسسي الشركات الناشئة الوصول للمستثمرين، لكن أولئك الذين لفتوا انتباه المستثمرين ويستعدون للتعاون معهم، هل تأكدتم من مناسبة المستثمر لكم؟ فمعظم المستثمرين لديهم تاريخ سابق وبالتالي هناك قصص تتحدث عنهم سواء حول مساعدتهم للشركات السابقة أو التأثير سلبًا عليها. كما أن مصدر أموال المستثمر يؤثر على استراتيجيته، فالذي يستثمر من أمواله الخاصة سيتخذ قرارات مختلفة عما يستثمر بأموال غيره، ما سيؤثر على الشركة مستقبلًا.
-
ما هي الأمور التي سيوفرها المستثمر بجانب المال؟
هناك جملة معروفة في المجال تقول “عندما تُدخل أي مستثمر لمشروعك فإنك تحصل على حزمة كاملة”؛ وهذا يعني أن المستثمر يأتي بأمواله وأمور أخرى. لذلك من المفترض معرفة ما الذي سيقدمه المستثمر مثل العلاقات والعقلية والخبرة والدعم المستقبلي عن الحاجة وغيره. أيضًا يجب النظر للجانب الآخر، بالتركيز على متطلبات المستثمر والضغوطات المصطحبة معه، وهل يمكن التعامل معها.
-
هل يؤمن المستثمر بالشركة ومؤسسيها وفريق عملها؟
إيمان المستثمر بالفكرة والمؤسس وفريق العمل من أهم النقاط الواجب النظر لها، فإذا كان المستثمر ينظر إلى الفكرة وليس صاحبها أو العكس، سينعكس ذلك سلبًا على سير عمل الشركة. فالمستثمر المناسب هو الذي يؤمن بالفكرة ويقدم الدعم المناسب والكامل بقدر الإمكان لصاحبها كونه يؤمن بأنه الشخص المناسب لتسييرها.